Wednesday 23/10/2013 Issue 15000 الاربعاء 18 ذو الحجة 1434 العدد
23-10-2013

يُشبه كثيراً..!!

لا مسافة بين الشاي في الكوب، وفم الراشف، ولا بين الملعقة، والطعام فيها، ولا بين النظرة، ومقرها..!!

القياس يصبح نفيا، حين تكون المسافة نفيا..

وكثير من الأمور القريبة حد التلاشي، دأب الإنسان المفتعِل وجودها يلوكها ظنا منه ببعدها ليقرِّبها، أو عدمه ليوجدها، وإمعانا لتلاشي مسافاتها باقتحامها..

وهي صنعة الخائضين.. الدائرين في دوامات لا تفتر عجلاتها..!

في الموضوعات التخيلية التي يمارسها المبدعون الحالمون من شعراء، ورسامين، ومفكرين، وأدباء، وموسيقيين، ونحاتين، ومصممين، ومهندسين..، يحلو انتهاك التوقعات، وتقليب الظنون، وتوسيع النسيج..، واقتحام الغموض في التوهيم بمسافات، وإن لم تكن، إمعانا في توليد ما يبهر من مفاجآت تدهش نتائجُها في مجالات منجزاتهم..، ومن مستجدات يستظرفها حال النتائج عند ابتكار مسافات، ومن ثم شغلها بجديد يُمتع..، وتركيب يُبدع..، ومبتَكَر يشعشع..!

لكن في الموضوعات الاجتماعية بأمثلتها الكثيرة والمتكررة، والدائمة المستديمة، والقديمة الجديدة، والضرورة وغير الضرورة، وذات الحاجة إليها وغير ذاتها، حين تكون المسافة بين الواقع، والمتوقع لا مسافة، فإن الانتهاك لمجرد فكرة وجود بداية، ونهاية للمسافات غير الموجودة، فيه نوع من التضييع للوقت، والتمييع للمتوقع..، والتمزيق للتوقع..، بافتعال ما ليس يحتمل افتعال هوجة بسط المسافات، واللعب فيها بمكعبات التخرصات، والآراء مختلفات، أو متوافقات.. مهما كانت مصداقيتها، وشفافيتها، أو افتعالها، وقترتها.. إن كانت لها وسوم من هذا، أو ذاك..!

إن المجتمع الذي يُشغل نفسه كثيرا بالمسافات الوهمية..، يُبدد طاقات المتعايشين فيه، ويصك آذانهم بطنين يشبه كثيرا طنين الذباب..!.. ويشوه صورته الذهنية عند المتابع لاهتمامات أفراده..، لأنه بذلك لا يؤسس لرؤية واثقة من قيمية هذه الصورة..!!

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب