Wednesday 23/10/2013 Issue 15000 الاربعاء 18 ذو الحجة 1434 العدد
23-10-2013

اغتصاب قصيدة

يضيق بعض الشعراء بغياب الشعر عنهم لمدة قد تطول وقد تقصر، ومن لا يعِ جيداً أن الشعر لا يُكتب بمجرد الرغبة بالوجود يقُمْ باغتصاب الحالة الشعرية واعتصار الفكر والجور على الشعور، وكأن غياب القصيدة حالة من العصيان لشاعرها الذي يجب أن تثبت له أنها طوع بنانه ورهن إشارته. وقد يخرج بعد هذا الجور بأبيات تختلف في قوتها وجمالها من شاعر لآخر بحسب التمكن والقدرة على الباء، لكنها تبقى لدى الجميع حالة ناقصة لافتقارها إلى التلقائية والصدق والعمق.

والشعر الحقيقي هو ما يكتبه الشاعر بلا استجداء أو اغتصاب أو افتعال، يكتبه شاعره وكأنه من محفوظاته التي يفرغها على الورق، فحين تجيء القصيدة بشكل تلقائي عفوي تنبجس أمطارها حية عذبة رقراقة مذهلة مدهشة تتسابق فيها الأخيلة والمعاني والصور من حيث لا يعلم الشاعر بروعتها إلا بعد اكتمالها وفراغه منها حين يقرؤها؛ ليكتشف أنه أنجز قصيدة تستحق الانتظار والصبر على الغياب وإن طالت مدته.

وقفة لصالح سعيد الهنيدي:

الشعر هذا الكون يحملنا إلى

مستقبلٍ فيه القوافي تزهرُ

الشعر مصباح الشعور وزيته

حسُّ، ووجه زجاجه لا يكسرُ

الشعر ليس عبارة مكتوبة

في دفتر من شاء فيه يسطّرُ

أنا ما تثير مشاعري أنشودةٌ

بلهاءُ تقرع في الفراغِ وتصفِرُ

الشعر لو ما هزَّكم زلزالُه

وغدا صدى الكلماتِ بحرًا يهدرُ

فالخير ألا تُهدروا أوقاتِكم

في أحرفٍ جمُدتْ وألا تحضرُوا

fm3456@hotmail.com

تويتر alimufadhi

مقالات أخرى للكاتب