Thursday 24/10/2013 Issue 15001 الخميس 19 ذو الحجة 1434 العدد
24-10-2013

الحِراك الأولمبي الجديد..!

وضع نواف الشباب والرياضة سمو الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الأولمبية السعودية يوم الاثنين الماضي حصان العربة الاولمبية في مكانه الصحيح شكلا وموضوعا وأمام غاية كُبرى وهدف سام، حين أعلن سموه عن تشكيل الاتحادات لمختلف الألعاب في دورتها الجديدة بنسبة تغيير بلغت في مجالس إدارات الاتحادات الرياضية الجديدة 100 % لرؤساء الألعاب الجماعية و73% لرؤساء الألعاب الفردية و 85 % في الأعضاء، إبان اعلان تشكيل الاتحادات التي تتزامن نهايتها مع انتخابات اللجنة الأولمبية عقب الأولمبياد القادم في البرازيل (ريو دي جانيرو) 2016..!

* وحين أُشير كمتابع للحراك الأولمبي السعودي للثقل النوعي بعيدا عن قرينه الكمي؛ أشير في المضمون الى أهدافا بعيدة المدى اكتسبها التشكيل الجديد لا تُُخفي جدية ووضوح رؤية سمو رئيس اللجنة الاولمبية السعودية للفترة الزمنية المنظورة القادمة (ثلاثة أعوام استثناء من أربع عُرف بها التقييم الأولمبي العالمي) و أخرى بعيدة المدى تتجاوز المأمول لواقع الحراك الأولمبي السعودي لدورات أولمبية قادمة بعد 2016 ووصولا لعقد من الزمن بعد ذلك على أقل تقدير لتحقيق الغالب الأعم من ثمار الحصاد الأولمبي السعودي المنتظر..!

* لعل من اللافت للنظر أيضا كمتابع للحراك الأولمبي السعودي تحديد رؤساء الاتحادات (بالتعيين) ومعهم نصف الأعضاء بالتعيين أيضا، استكمالا للانتخابات (النصفية) التي تمت قبل نحو الشهر، ايضا الإعلان والإشهار لـ 24 اتحادا بينهم ستة اتحادات تم التجديد لرؤسائها (القوى، السباحة، السيارات، الكاراتيه، الرياضات البحرية)، واستمرار رئيس التايكوندو وفصله عن الجودو. فيما تم فصل السهام عن الرماية ولم يشمل التجديد أو التغيير اتحادي الفروسية والاحتياجات الخاصة اللذين يرأسهما سمو الرئيس العام. وبقاء اتحاد الحمام الزاجل الذي يرأسه الأمير عبدالرحمن العبدالله الفيصل.

* وبنظرة أكثر دقة أوضح سمو الرئيس العام ان الفترة القادمة 3 سنوات لعمل جُل الاتحادات الأربع والعشرين المعلنة هي الفترة التي ستعقبها انتخابات شاملة لا وجود للتعيين فيها بعد الأولمبياد المنتظر في البرازيل 2016 م ،..!

وهنا إشارة لا تقبل التأويل لعمق النظرة ودعم التوجه للانتخاب الكامل في القادم من الحراك الأولمبي السعودي، وإن كُنت شخصيا من المؤيدين تماماً للتوجه الانتخابي الكامل الا أنني أتوقف عند مسألة تُحدد ملامحه بشكل اكبر الا وهو تعاون اكبر (جاد وعملي) للجهات المؤثرة مباشرة في الحراك الأولمبي في المملكة كوزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي والتي ينتمي لمنظمومتيهما جُل الأبطال الذين يتم إعدادهم في كافة الاتحادات الاولمبية، وكذلك القطاعات العسكرية المختلفة بالاضافة للدور المهم للدعم الحكومي ممثلا في وزارة المالية...!!

* ليبدو لي الامر في حقيقة آلية عمله (منظومة يجب أن يربط بعضها بعض مشروع وطني أولمبي) لا يقتصر على اللجنة الاولمبية السعودية وحدها، وكل ذلك يُحدد في مضمونه الوصول لتكاملية تفرض عملياً (الانتخاب النافع والمُجدي) في القادم من الدورات من عدمه.. بالإضافة لعامل آخر غاية في الأهمية، بل يؤخذ كمقياس للاستمرارية .. عامل يُرجع فيه لمفردة (النجاح) الذي يبحث ويستهدفها الحراك الأولمبي الحقيقي الذي يحدد مستقبلا جدوى الانتخاب الكامل من عدمه!!

* وبصريح العبارة أقول: إن الاتحادات الستة التي تم التجديد لرؤسائها (القوى، السباحة، السيارات، الكاراتية، الرياضات البحرية) بالاضافة لاتحادي (الفروسية و ذوي الاحتياجات الخاصة) هي من حققت النجاحات عمليا في الفترة الماضية وكان لها ان تستمر نظير نتاجها الذي أبقى على حياة اللجنة الاولمبية السعودية اذا ما كان المقياس كما أشرت سابقا هو (النجاح) وهو بالطبع المطلب الرئيس لكل لجنة أولمبية تتبع المنظومة الاولمبية الدولية.. وعليه أقول حتى وإن تأخر الانتخاب الكامل لأبعد من 2016 م فلا بأس طالما كان المعيار الحقيقي هو تشريف المملكة في المحافل المختلفة إقليمية وقارية ودولية ورفع راية التوحيد خفاقة دوما.

* أما فصل بعض الاتحادات التي عُرفت بالتوأمة إلى ما قبل التشكيل الأخير فهدفها الذي قد غاب عن أغلب النقاد ممن تساءلوا عن الجدوى من ذلك ، هو توجه أولمبي دولي يهدف للتركيز (النوعي) في صناعة الأبطال، ولعل الهدف المرجو من هكذا فصل وايجابياته الكبيرة يعرف كلمة السر فيها أبطال اللعبة نفسها والذين باركوا هكذا توجها أدركوا بحكم التخصص فائدته وتركوا الاجتهاد لأهل (التنظير الإعلامي) ممن لم يتجاوزوا حد النظرة (الكمية) للاتحادات الأولمبية والتي هي بالمناسبة قابلة للزيادة في الدورات القادمة لاستيعاب كل ما يمكن ان ينضوي تحت منظومة الألعاب الاولمبية الدولية التي كلما اتسعت رقعة ألعابها المختلفة زادت فُرص الشباب لإبراز مواهبهم الفردية منها والجماعية بشكل تكفله أهداف اللجنة الاولمبية الدولية!

* أخيراً تجدر الإشارة الى ان الاتحادين اللذين يرأسهما سمو الرئيس العام (الفروسية و ذوي الاحتياجات الخاصة) وان كانا الأنجح على الإطلاق بما جلباه عمليا من أوسمة و ميداليات و كوؤس عالم، الا أنني أرجو ان يتم دعم مسيرتهما بشكل مضاعف بما يضمن استمرار النجاح لهما اكثر من النظرة للتجديد لدواعي التجديد فقط..!

* الف مبروك لكل من حصل على الثقة الكبيرة من لدن سمو الرئيس العام قائد الحراك الأولمبي السعودي الشاب.. مبروك لكل الإخوة الزملاء في جميع الاتحادات الذين لا يتسع المجال لذكرهم جميعا، وإن كنت والمجتمع الرياضي كافة ننتظر منهم ما يوازي تلكم الثقة الغالية و ما يجعلنا كإعلاميين نُفرد لمنجزهم الصفحات و نُطلق لهم الشكر على ما سيقدمونه لوطنهم الغالي.

والله تعالى من وراء القصد

خُذ.. عِلْم..!!

يقال: (كل مستور سوف يكشفه المخاض)

ولا أشك مُطلقا أن التغيير الكبير والحقيقي الأميز في تاريخ اللجنة الاولمبية السعودية جاء ليقول بصريح العبارة.. البقاء للأصلح.. وكشف بجلاء محاسبة المسؤول الاول بكل حزم ومتابعته الدقيقة التي قالت لا.. لاستمرار الاتحادات (الغير - مُنتجة) بعد انقضاء فترة عملها.. وليحذر الجميع.. (فكل العيوب سوف يعريها دوما.. المخاض).

ضربة حرة!

ما أبعد ما فات وما أقرب ما هو آت

مقالات أخرى للكاتب