Tuesday 29/10/2013 Issue 15006 الثلاثاء 24 ذو الحجة 1434 العدد
29-10-2013

عنوسة الأغنياء

في البداية، ظننتهنّ فتيات مصريات منقّبات، رفعن الشِّعار الشهير لحملة رابعة العدوية المؤيِّدة للرئيس المصري المعزول محمد مرسي، ثم تبيّن أنهن ست فتيات جامعيات سعوديات، يؤسِّسن لحملة «الشرع حلّل أربع»، « تكفونا، لا تخلونا نعنس».

الحملة أحدثت ضجّة على تويتر، ما بين مؤيِّدين ومؤيِّدات، ومعارضين ومعارضات. ودلّت التعليقات على أنّ ثمة أزمة أكبر مما كان المراقبون والمحلِّلون الاجتماعيون يتصوّرون.

أزمة تجعل من الفتيات يظهرن بصورهن على أكثر ساحة تواصل اجتماعي شهرة، ويطالبن المجتمع بأن يقبل بمبدأ التعدُّد، لكي لا يدوسهن قطار العنوسة.

وطالما أنّ الأزمة وصلت إلى هذا الحد، فهذا يعني أنّ الاستمرار في تجاهلها وعدم وضع حلول لها، سيفاقمها، وسينتهي الأمر إلى مشاكل فرعية، قد تكون أكبر من المشكلة الأساسية.

إنَّ الجانب الاقتصادي، هو الجانب الذي يجب ألاَّ نتحدث عن سواه. فهو الذي سيمكّن الشاب من تأسيس حياة زوجية هادئة، بلا قروض منتهية بالسجن. دعم الجانب الاقتصادي للشباب، عبر الوظيفة اللائقة والمسكن الملائم، لن يضطر فتياتنا إلى البحث عن زوج متزوِّج، لمجرّد أنه يستطيع أن يعولها. وهذا بالتأكيد ليس حلاًّ، بل مخدِّر يؤجِّل مواجهة المشكلة إلى أجل غير معلوم. وفي النهاية، سنعود لأصل المشكلة، وهو عدم وجود داعم اقتصادي لشباب أغنى دولة!

مقالات أخرى للكاتب