Tuesday 29/10/2013 Issue 15006 الثلاثاء 24 ذو الحجة 1434 العدد
29-10-2013

السعودية وعضوية مجلس الأمن الدولي!!

لم تترشّح المملكة العربية السعودية لانتخابات مجلس الأمن الدولي حتى ترفض العضوية، فهي صاحبة سياسة موحّدة على مر العقود تتسم بالعقلانية والشفافية والوضوح، بعيداً عن الأساليب الطفولية والتخبُّط، لكن ما أرادته الرياض هو العمل على لفت الانتباه إلى المستوى الذي وصل له مجلس الأمن الدولي من عجز وفشل. فعند الحديث عن الأزمة السورية، نجد أنّ مجلس الأمن لم يتحرك إلاّ بعد استخدام السلاح الكيماوي، وبعد أن صرحت أمريكا وهي واحدة من الحلفاء الدائمين، بأنّ استخدام السلاح الكيماوي يهدد أمنها القومي وأمن حلفائها، بالإضافة إلى حصر الأزمة السورية التي تسير في عامها الثالث بالسلاح الكيماوي، وهذا بالطبع أحد الأسباب الرئيسية الذي دفع المملكة العربية السعودية للإقدام على رفض عضوية مجلس الأمن الدولي، والسعي إلى إثبات فشله، كما أنّ ذلك يأتي كمحاولة منها لإخراج مجلس الأمن الدولي من الإطار الذي وضع بداخله والمنوط بخدمة الحلفاء الدائمين إلى العمل على تنفيذ مهامه الأساسية المنوطة بخدمة العالم الدولي بأكمله.

لقد سخّرت المملكة جميع أدواتها وإمكانياتها السياسية والاقتصادية والدبلوماسية على مر العقود، من أجل حل جميع قضايا المنطقة، وهذا يعتبر السبب الآخر لأن ترفض عضوية مجلس الأمن الدولي، إذ إنها دولة فاعلة ومؤثرة على الصعيد الإقليمي والدولي، وبذلك لا تريد أن تكون مجرّد حضور فقط، جميع ما تقوم به الإقرار بالموافقة أو الرفض حسب توجهات الدول الكبرى، بل تريد من عضوية مجلس الأمن الدولي أن تكون بمنزلة ورقة تخوّلها لحل قضايا أعمق وأوسع مما أقدمت عليه سابقاً، وهذا بالطبع لن يحصل طالما أنّ مجلس الأمن الدولي لايزال يعاني من العجز والفشل.

عندما أقدمت المملكة على رفض عضوية مجلس الأمن الدولي، صاحَب ذلك تأييد خليجي وعربي قوي وخاصة من قِبل جمهورية مصر العربية، وبذلك لابد أن يكون هذا التأييد دافعاً لأن تقدم الرياض على طرح مبادرة من شأنها إعادة هيكلة جامعة الدول العربية، والعمل على إصلاحها وتعديل مسارها حتى تكون بديلاً عن مجلس الأمن الدولي في حل القضايا الخاصة بالدول العربية.

kaiaal33@gmail.com

twitter : @khzaatar

مقالات أخرى للكاتب