Thursday 31/10/2013 Issue 15008 الخميس 26 ذو الحجة 1434 العدد
31-10-2013

قياس أسمنتي جائر

لا أعلم بأي عنوان أعنون رسالتي؟! أنا خريجة دراسات إسلامية وتقديري ممتاز مع مرتبة الشرف، وقبل هذا فأنا خريجة مدارس تحفيظ القرآن الكريم. دخلت اختبار «قياس» الذي يقيس دراسة 16 سنة في ساعة ونصف. اكتب ودموعي قد حطّتْ على وجهي، والحزن قد سكن قَلبي، وإحساس القهر والظلم خيم على حياتي. والله لا أعلم كيف أصف لك حالي، ولكن عند الله تجتمع الخصوم. كتبت رسالتي لك لا أدري لماذا، فليس لديك ما تشفي به جراحي، ولكن ربما من باب الفضفضة. لقد نقصتني درجتين فقط لاجتاز هذا الاختبار الجائر وحسبي الله ونعم الوكيل.

ها هو برنامج «قياس» يطل عليكم هذا الصباح، بوجهه العبوس وهدفه غير الواضح. فمسؤولوه يقولون: إنه جاء ثمرة لمطالبات متواصلة من المصالح الحكومية، لكي يختار لهم المتقدمين القادرين على اجتيازه، وأنه قد تم اختيار أسئلته وفق شروط علمية. أما المتقدمون له، فيقولون: إنه قياس جائر وظالم ولا داعي له، وأنه لا يعكس حقيقة قدرات المتقدمين والمتقدمات، وأن نسبة كبيرة تجتازه بعشوائية.

أكثر من يعترض على «قياس»، هم من لم يتمكنوا من اجتازه، وهذا من حقهم، فكيف تضع بين سنوات عمري كلها وبين حصولي على الوظيفة التي استحقها بجدارة، سور حديدي عمره 90 دقيقة، وفي النهاية، أكون في الشارع، بلا وظيفة وبخسارة استثماري واستثمار أهلي لمدة 16 سنة؟!

مقالات أخرى للكاتب