Sunday 03/11/2013 Issue 15011 الأحد 29 ذو الحجة 1434 العدد
03-11-2013

وقوفاً بها: (بعضهم)..؟!!

- وقوفاً بها وعليها، فكأنهم لم يولدوا في عصر الكهرباء، ولم يركبوا الطائرة والسيارة، ولم يستخدموا الهاتف والجوال، ولم يشاهدوا التلفاز، ولم يسمعوا المذياع.

- وقوفاً بها وعليها، وكأنهم لم يلبسوا ويأكلوا ويتداووا بما صنعته وأنتجته كبريات المصانع في العالم، ولم يشهدوا التحولات الحضارية الكبرى التي شهدتها البشرية في ظرف قرن ونيف.

- وقوفاً بها وعليها، وكأنهم لم يعيشوا ما شهدته بلادهم من تحولات نهضوية مهمة سياسية وتعليمية وعلمية وإعلامية وخدمية، حتى أصبحت في مصاف الدول النامية التي تتقدم بقوة، نحو مكانة أفضل في صفوف الدول المتقدمة والمتطورة.

- مما يُخجل ويُؤسف في آن واحد، أن يعيش المرء حالة ما؛ ثم يناقضها قولاً وعملاً. من أجل ماذا..؟ لا أدري..!

- لا يتطوع أحد هنا ليقول إن الدين هو السبب.. لا.. ديننا لم يكن سبباً في تخلفنا وتقهقرنا وتناقضنا الصارخ. لأن الإسلام دين حياة وتنوير ونور.

- نحن الذين نقف بها وعليها بمناسبة وبدون مناسبة، (الوصاية المدعاة)؛ هي السبب في حالة الانفصام التي تعترينا بين وقت وآخر.

- لم يكن ديننا سبباً في وقوفنا ضد تعليم البنات في وقت مضى، بدليل أننا رضخنا وسلمنا وزاحمنا في هذا الميدان؛ حتى ناصفت فتياتنا فتياننا في حصة طلب العلم في الداخل والخارج.

- ولم يكن ديننا سبباً في معاداتنا ذات يوم للبرقيات والراديو والتلفزيون والدشوش، فقد تراجعنا بفهم متقدم، وسلمنا وتسابقنا إلى الاستفادة منها في تعزيز مواقفنا السياسية والثقافية والدينية، مع أن البعض من مدعي الوصاية على المجتمع؛ يجعل منها منبراً لنشر المزيد من التشدد والتصلب في مسائل مختلف عليها، وأخرى لا صلة لها بالدين.

- فئة قليلة جداً في المجتمع؛ ليست مكلفة من جهات رسمية في الدولة، ولم يفوضها مواطن واحد، ولا تمثل إلا نفسها، ومع ذلك تجهد لكي تفرض رأيها بالقوة على المجتمع كله، انطلاقاً من شعور يعتريها أن الآخرين قاصرون غير راشدين ولا مكتملي الأهلية.. ربما.. فحق لها فرض وصايتها عليهم رجالاً ونساءً، فما إن تأتي فرصة سانحة، حتى يعلو صراخها وعويلها، ويعم أذاها، وتصم آذان الناس بغث هرائها.

- الوصاية لا تكون إلا من راشد عاقل لغير راشد ولا عاقل، والذي يمارس ضد المجتمع من طرف قلة تضع نفسها في منصة الوصاية، هؤلاء المتربصون؛ ليسوا أدوات عقل وحكمة، وقد مرت دولتنا ومر مجتمعنا بمثل هذه الحالة في سنوات مضت.

- ما أكثر أدعياء الحرص على المجتمع، وهم من يوسع الفجوة بينه وبين حياته، ويجره إلى الخلف، ويؤلب صغاره وجهلته على دولته، ويجعل من قضايا الخلاف محاور للاختلاف، رغبة في الشهرة والظهور، وتحقيق مكاسب ذاتية لا أكثر.

- كثير منهم يلهث خلف القنوات الفضائية، وشغله الشاغل (التدويش والتهويش والتشويش) على الناس، لتمييع حق خاص أو عام، وتعزيز باطل، انطلاقاً من رؤى خاصة لا يسندها دين ولا عقل ولا عرف.

- انظروا كيف سعى مثل هؤلاء القلة غير المسئولة؛ إلى تحويل قضية مقتل شابين بمطاردة من موظفين في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلى محاكمة كافة الجهات بدون أدلة منطقية، والهدف بطبيعة الحال، هو تمييع القضية ذاتها، وتضييع الحقين العام والخاص، ومن ثم توريط موظفين آخرين من زملائهم أكثر وأكثر، مما ينجم عنه مزيد من الكراهية للهيئة وموظفيها، وكره المجتمع تبعاً لذلك لمن مكّن هؤلاء الهيئيين؛ وهي الدولة..!

- أرأيتم أخبث من هذا الذي يجري في ظرف صعب كهذا..؟!

- ثم .. وهذا مثال صارخ على عبثية المناكفة؛ انطلاقاً من الوصاية التي منحوها لأنفسهم من عندهم.. يجعلون من المرأة قضيتهم الكبرى بدون أي مبررات دينية أو قانونية، فبعد أن نالت حقها في التعليم والعمل، هاهم يضيقون عليها في أبسط حقوقها؛ وهي القيادة مثل بقية نساء العالم..!

- وصاية خاصة -من عندهم لهم- على نصف المجتمع السعودي؛ هل هذه آخر معاركهم الفتنية؛ وآخر معاقلهم الحربية يا ترى..؟!

- لو بحثنا في سجلات هؤلاء (الأوصياء) غير المكلفين من أحد؛ لما وجدنا لهم قولاً واحداً ضد القاعدة، ولا ضد طالبان، ولا ضد التطرف الذي عصف بالمجتمع، ويعصف الآن ببلدان عربية وإسلامية كثيرة تحت رايات دينية كاذبة. قلت (قولاً) ولم أقل (كلاماً)، لأن الكلام عند العرب أصدق من القول..!!

- قلنا من قبل ونقول من جديد: كفوا عن تجريم المجتمع السعودي، والنظر إليه على أنه مجتمع قاصر لا يعرف مصلحته. أوقفوا هذه الوصاية، فالمجتمع السعودي شب عن طوقه، ويعرف أكثر منكم يا أصحاب الوصاية المتعدية.

H.salmi@al-jazirah.com.sa

alsalmih@ymail.com

مقالات أخرى للكاتب