Sunday 03/11/2013 Issue 15011 الأحد 29 ذو الحجة 1434 العدد
03-11-2013

مقار الجامعات للبنات

أُسست جامعة الملك سعود عام 1957م، وفي العام 1983م انتقلت الجامعة إلى مقرها الجديد للبنين، وبقيت كلياتها للبنات في أماكنها بالمباني المستأجرة بمدينة الرياض، وبعضها احتل مباني البنين السابقة لانتقالهم للمقر الجديد. بدأت الطالبات بجامعة الملك سعود مع بداية العام الدراسي الحالي الدراسة في مقر الجامعة الجديد بالدرعية، أي بعد 56 عاماً من إنشاء الجامعة، وبعد 30 عاماً من انتقال البنين إلى مقر متكامل للجامعة.

سنوات طويلة حتى تم تحقيق الحلم بمقر أكاديمي متكامل للبنات بجامعة الملك سعود، ورغم ذلك نبارك في البداية لأخواتنا طالبات ومنسوبات جامعة الملك سعود الانتقال إلى مقر الجامعة الجديد للبنات، ونطرح قضية إغفال إنشاء مقار للبنات بالجامعات بشكل موازٍ لمرحلة إنشاء مقار البنين. جميع الجامعات تقريباً تقوم ببناء مقارها الجديدة أو التوسع في مقارها القديمة، لكن كم جامعة تفعل ذلك بشكل متساوٍ بين البنين والبنات؟ كم جامعة لديها مقر أكاديمي للبنات مساوٍ في جودته وفخامته وإمكانياته لما هو موجود في مقر الأولاد؟

هل المطلوب هو انتظار ثلاثين عاماً بعد اكتمال مقار البنين ليتم تأسيس مقار مشابهة للبنات، أسوة بما حدث في جامعة الملك سعود؟ لماذا لم يتطور أسلوب التفكير لدى الجامعات السعودية في هذا الشأن عن الأسلوب التقليدي بأن المجلس الفخم يجب أن يكون للرجال بينما الأقل فخامة يكون للنساء؟ أو أن يقدم الأكل للرجال والباقي منه يقدم للنساء، بمعنى أن تنتظر النساء حتى ينتقل الأولاد لمقرهم الجديد، فينتقلن إلى مكانهم القديم بكل عيوبه، كما حدث مع جامعة الملك سعود حينما انتقلت لمقرها الأكاديمي للبنين بالدرعية؟ هل التخطيط الاستراتيجي لجامعاتنا بما فيه تهيئة المقار والمساواة في المعاملة بين البنين والبنات غير قادر على تجاوز العادات الاجتماعية القديمة؟

في هذا الشأن، أُعلن مؤخراً مشروع لدعم كليات البنات بمختلف الجامعات السعودية، وهو برنامج يمتاز بسرعة تهيئة مقار عاجلة لكليات البنات، وخصوصاً تلك الكليات التي انتقلت للجامعات بعد أن كانت تابعة لوزارة التربية والتعليم، ولم تكن مقارها ترتقي للمستوى المطلوب لتعليم جامعي متميز. ليس هناك اعتراض على برنامج عاجل كهذا، يسد ثغرة آنية قائمة، لكن نخشى أن يكون بديلاً للبدء في تأسيس مقار أكاديمية متكاملة بجميع الجامعات السعودية، ونخشى أن تتحول بعض المباني المؤقتة التي يزمع إنشاؤها بشكل عاجل إلى مبانٍ دائمة. بمعنى آخر، هناك حاجة عاجلة لتأسيس مقار مؤقتة أو ترميم وتطوير وتأهيل البنى التحتية لبعض المقار القائمة، لكن هذا البرنامج لا يغني عن خطط استراتيجية مستقبلية لتأسيس مقار أكاديمية متكاملة للبنات أسوة بمقار الأولاد.

لقد تجاوزنا على مستوى الأسر والمجتمع تقديم باقي أكل الرجال للنساء، فمتى تفعل ذلك جامعاتنا، وتؤسس مقار متكاملة للبنين والبنات معاً؟

malkhazim@hotmail.com

لمتابعة الكاتب على تويتر @alkhazimm

مقالات أخرى للكاتب