Thursday 07/11/2013 Issue 15015 الخميس 03 محرم 1435 العدد
07-11-2013

آخر العلاج الكي

من غير الطبيعي أن تعيش في وطن يُوجد فيه أكثر من 7 ملايين عامل وافد، وهناك أكثر من 600 ألف من أبنائه يبحثون عن عمل، ومن غير الطبيعي أن يصبح وطنك أحد أكبر معاهد التدريب في العالم، فالعامل يُمارس كافة المهن فهو في يوم سباك،

وفي يوم آخر كهربائي ويوم آخر حلاّق، ومن غير الطبيعي أن تجد بعض أنواع المهن أو المجالات التجارية قد أصبحت محصورة في جالية معينة تأتي إلى السوق لتسيطر عليه، ومن غير الطبيعي أن تجد سوق التأشيرات بلا ضوابط أو قيود فهناك من يملك مئات التأشيرات ويسعى في المتاجرة بها، في حين يبحث البعض عن تأشيرة واحدة بالطرق النظامية ولا يجدون، ومن غير الطبيعي أن يكون هناك عشرات الآلاف من الخريجين من الجامعات والمعاهد ولا يجدون عملاً مقابل احتياج المؤسسات الحكومية وبعض شركات القطاع الخاص لمجالات يتم استقدام العمالة بشأنها، ومن غير الطبيعي أن يصل مستوى التحويلات للخارج من العمالة الوافدة إلى 130 مليار ريال سنوياً، وهناك الكثير والكثير من هذه الأمور غير الطبيعية والتي تؤكد بأن هناك حالة مرضية وغير طبيعية يعاني منها سوق العمل منذ عشرات السنين، وقد حان الوقت لمعالجتها.

العلاج بعد المرض عادة ما يكون مزعجاً وأحياناً يكون مُراً ومؤلماً، خصوصاً إن جاء هذا العلاج بعد طول معاناة، ومن النادر أن تجد مريضاً يتحمل فترة العلاج، خصوصاً إن كان يعاني من المرض منذ فترة طويلة تمتد لعشرات السنين ولم يبادر بأخذ العلاج مباشرة فور وقوع المرض، حتى اعتاد على المرض وأصبح الوضع الطبيعي له هو أن يكون مريضاً، ثم قرر فجأة أن يبدأ العلاج أملاً في الشفاء خلال فترة وجيزة، بعد أن شعر بأن هذا العلاج هو أمر لا مفر منه وبعد أن شعر أن استمرار الوضع على ما هو عليه سيساهم في تهديد الأمن من خلال وجود عمالة غير نظامية تنشر الجريمة وتزعزع الأمن والاستقرار.

العلاج من مثل هذا المرض ليس جديداً فقد قامت الإمارات بتطبيق حملة مشابهة لهذا الأمر في عام 2007م وحرصت خلالها على أن لا يسمح لأي عامل أن يعمل عند غير كفيله، وفي المملكة العربية السعودية انطلقت قبل فترة رحلة علاج سوق العمل ووصلت هذه الرحلة اليوم إلى مرحلة حرجة تتطلب تدخلاً جراحياً لاستئصال الجزء غير النظامي وإبقاء الجزء النظامي، والاستئصال الذي أُعلن عنه من قِبل وزارة العمل قبل مدة زمنية تم تمديدها أكثر من مرة قد وصل إلى مرحلة اللا عودة، ومن ذلك إصدار قرابة المليون تأشيرة خروج نهائي لذلك الجزء غير النظامي.

رحلة علاج هذا السوق تحتاج منا إلى تقديم تضحيات والصبر على تصحيح الأوضاع، ولكل علاج يتم أخذه أعراض وهذا ما حدث من أول يوم للعلاج، فردود الفعل على تعقب العمالة المخالفة ظهرت آثارها من أول يوم فقد خفت الحركة في الشوارع وأغلقت بعض الأسواق والبوفيهات والبقالات والمخابز والمحطات والمدارس وغيرها من مراكز الخدمات بل وحتى مغاسل الموتى أبوابها، فيما عرض آخرون محلاتهم للتقبيل أو الإيجار، ومن جانب آخر رفعت العمالة المخالفة والتي ما زالت موجودة في الطرق من أسعارها اليومية، حيث أصبحت تتراوح من 200 إلى 250 ريالاً في اليوم بدلاً من 100 ريال، وقام البعض باستغلال هذا الأمر في رفع أسعار بعض الخدمات والمنتجات.. فيما تعالت أصوات المقاولين بأن الأسعار قد ترتفع لتصل إلى زيادة بنسبة لا تقل عن 30%.

إن الوضع الذي نعيشه اليوم مع بدء حملات التفتيش هو أمر مؤلم وقد لا يرضى به البعض، غير أنه أمر لا بد منه وواقع كان يجب أن نطبقه منذ زمن وفي كل مرة يتم تأجيله، وعلى الرغم من أن هذا الإجراء قد نفقد من خلاله العديد من الخدمات خلال الأيام القادمة ونشهد أوضاعاً لم نعهدها من قبل، ومع ذلك فلا بد لنا من أن نصبر على هذا التصحيح فهو جزء من العلاج.

لا شك أن الجميع مقتنع بأهمية هذه الخطوة وإن اختلفوا حول الأسلوب والآلية التي تم تطبيقها غير أن المهم في كل الأحوال أن نواصل العلاج، وأن لا نتوقف أو نتراجع أبداً فآخر العلاج الكي.

وفي يوم آخر كهربائي ويوم آخر حلاّق، ومن غير الطبيعي أن تجد بعض أنواع المهن أو المجالات التجارية قد أصبحت محصورة في جالية معينة تأتي إلى السوق لتسيطر عليه، ومن غير الطبيعي أن تجد سوق التأشيرات بلا ضوابط أو قيود فهناك من يملك مئات التأشيرات ويسعى في المتاجرة بها، في حين يبحث البعض عن تأشيرة واحدة بالطرق النظامية ولا يجدون، ومن غير الطبيعي أن يكون هناك عشرات الآلاف من الخريجين من الجامعات والمعاهد ولا يجدون عملاً مقابل احتياج المؤسسات الحكومية وبعض شركات القطاع الخاص لمجالات يتم استقدام العمالة بشأنها، ومن غير الطبيعي أن يصل مستوى التحويلات للخارج من العمالة الوافدة إلى 130 مليار ريال سنوياً، وهناك الكثير والكثير من هذه الأمور غير الطبيعية والتي تؤكد بأن هناك حالة مرضية وغير طبيعية يعاني منها سوق العمل منذ عشرات السنين، وقد حان الوقت لمعالجتها.

العلاج بعد المرض عادة ما يكون مزعجاً وأحياناً يكون مُراً ومؤلماً، خصوصاً إن جاء هذا العلاج بعد طول معاناة، ومن النادر أن تجد مريضاً يتحمل فترة العلاج، خصوصاً إن كان يعاني من المرض منذ فترة طويلة تمتد لعشرات السنين ولم يبادر بأخذ العلاج مباشرة فور وقوع المرض، حتى اعتاد على المرض وأصبح الوضع الطبيعي له هو أن يكون مريضاً، ثم قرر فجأة أن يبدأ العلاج أملاً في الشفاء خلال فترة وجيزة، بعد أن شعر بأن هذا العلاج هو أمر لا مفر منه وبعد أن شعر أن استمرار الوضع على ما هو عليه سيساهم في تهديد الأمن من خلال وجود عمالة غير نظامية تنشر الجريمة وتزعزع الأمن والاستقرار.

العلاج من مثل هذا المرض ليس جديداً فقد قامت الإمارات بتطبيق حملة مشابهة لهذا الأمر في عام 2007م وحرصت خلالها على أن لا يسمح لأي عامل أن يعمل عند غير كفيله، وفي المملكة العربية السعودية انطلقت قبل فترة رحلة علاج سوق العمل ووصلت هذه الرحلة اليوم إلى مرحلة حرجة تتطلب تدخلاً جراحياً لاستئصال الجزء غير النظامي وإبقاء الجزء النظامي، والاستئصال الذي أُعلن عنه من قِبل وزارة العمل قبل مدة زمنية تم تمديدها أكثر من مرة قد وصل إلى مرحلة اللا عودة، ومن ذلك إصدار قرابة المليون تأشيرة خروج نهائي لذلك الجزء غير النظامي.

رحلة علاج هذا السوق تحتاج منا إلى تقديم تضحيات والصبر على تصحيح الأوضاع، ولكل علاج يتم أخذه أعراض وهذا ما حدث من أول يوم للعلاج، فردود الفعل على تعقب العمالة المخالفة ظهرت آثارها من أول يوم فقد خفت الحركة في الشوارع وأغلقت بعض الأسواق والبوفيهات والبقالات والمخابز والمحطات والمدارس وغيرها من مراكز الخدمات بل وحتى مغاسل الموتى أبوابها، فيما عرض آخرون محلاتهم للتقبيل أو الإيجار، ومن جانب آخر رفعت العمالة المخالفة والتي ما زالت موجودة في الطرق من أسعارها اليومية، حيث أصبحت تتراوح من 200 إلى 250 ريالاً في اليوم بدلاً من 100 ريال، وقام البعض باستغلال هذا الأمر في رفع أسعار بعض الخدمات والمنتجات.. فيما تعالت أصوات المقاولين بأن الأسعار قد ترتفع لتصل إلى زيادة بنسبة لا تقل عن 30%.

إن الوضع الذي نعيشه اليوم مع بدء حملات التفتيش هو أمر مؤلم وقد لا يرضى به البعض، غير أنه أمر لا بد منه وواقع كان يجب أن نطبقه منذ زمن وفي كل مرة يتم تأجيله، وعلى الرغم من أن هذا الإجراء قد نفقد من خلاله العديد من الخدمات خلال الأيام القادمة ونشهد أوضاعاً لم نعهدها من قبل، ومع ذلك فلا بد لنا من أن نصبر على هذا التصحيح فهو جزء من العلاج.

لا شك أن الجميع مقتنع بأهمية هذه الخطوة وإن اختلفوا حول الأسلوب والآلية التي تم تطبيقها غير أن المهم في كل الأحوال أن نواصل العلاج، وأن لا نتوقف أو نتراجع أبداً فآخر العلاج الكي.

مقالات أخرى للكاتب