Thursday 07/11/2013 Issue 15015 الخميس 03 محرم 1435 العدد
07-11-2013

أين (كاميرات المراقبة) في الشاحنات؟!

أجمل ما في (زحمة) طريق خريص، أنك تستمتع بمشاهدة تعابير وتقاسيم (وجوه) قائدي المركبات في (المسار المعاكس)، مع توقُّف الطريق في المسارين، وهنا يمكنك رصد (المزاج العام)، نتيجة عدم وجود حواجز أو أشجار في الجزيرة الوسطية!.

لن أتحدث عن تلك الوجوه (العابسة) المكفهرّة التي ترمقك بمجرّد تأمُّلها؟! ولا عن الشِّجار الذي يقع بين ركاب بعض (المركبات العائلية) والذي يحفّزك لفضّ (الاشتباك) والإصلاح بين الناس قدر المستطاع، ولا عن اندماج البعض مع الموسيقى الصاخبة بفضل إذاعات الـFM وتراقصها، ولن نتحدث كذلك عن بعض (المُتطفِّلين) بمشاهدة ما يجري في مسارنا بدلاً من الانتباه للطريق؟!.

بل يكفينا رصد عدد المنشغلين بهواتفهم وما تحويه من رسائل وصور أثناء القيادة؟!.

عندما تشاهد انشغال هؤلاء في الزحمة، وتتذكّر ما يجري في الشوارع السريعة، تدرك أنّ الحافظ (ربّ العالمين) ! هذا مشغول برسائل نصِّية، وذاك (يُكركر) بسبب مقطع (واتس أب) طائش، وآخر في جدال فكري (عميق) مع بعض متابعيه على تويتر وهو في (عزّ الزحمة) يكتب حرفاً، ويسترق نظرة للطريق!.

حقيقة أستغرب عدم استفادة إدارة المرور من مثل هذه المشاهد مع انتشار (كاميرات المراقبة) في الشوارع، ومحاولة إعادة نشر لقطات (حقيقية) لحوادث وقعت بسبب انشغال السائق ؟!.

أعتقد أنّ هذه الرسالة المباشرة والمصوّرة، أبلغ من أيّ أسلوب توعية آخر، ومعمول بها في معظم الدول المتقدِّمة!.

مؤخراً نشر قسم السلامة العامة في (أريزونا) مقطعاً لحادث سير على (اليوتيوب) مدّته 12 ثانية، يبيّن كيف تسبب انشغال سائق شاحنة وقود (فارغة) في وفاة رجل (إسعاف) وإصابة آخرين، عندما اصطدام بثلاث سيارات (للشرطة) وسيارتي إسعاف كانت متوقفة على الطريق تباشر حالة طارئة !.

الحادث وقع بالكامل في (8 ثوانٍ) فقط بسبب انشغال السائق، كما تبيّن كاميرا (قمرة القيادة) بتصفُّح بعض الصور من الفيسبوك على هاتفه!.

أثر هذه (الثواني) كان عميقاً في نفوس كلِّ من شاهده، لأنه عكس حقيقة (غفل عنها البعض) !.

ما أحوجنا لرسائل (سعودية مماثلة)، حتى لو لم يكن في (شاحناتنا) كاميرات مراقبة (ترصد) كلّ شيء ؟!.

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب