Sunday 10/11/2013 Issue 15018 الأحد 06 محرم 1435 العدد
10-11-2013

طالت وشمّخت!!

عندما ظهر رئيس النصر قبل موسمين عبر أحد البرامج الخليجية الموجهة خصيصاً للضرب في عمق (لُحمتنا) الرياضية والاجتماعية بواسطة أدوات (سعودية) - مع شديد الأسف - ظهر الرئيس النصراوي مؤكداً على أن (ياسر القحطاني ونواف العابد) يتعاطيان المنشطات في وقت كان هذا الثنائي الدولي ضمن قائمة الأسماء التي تتشرف بتمثيل المنتخب في معسكره المقام آنذاك استعدادا لمهمة وطنية على الأبواب؟!!.

توقع الجميع في حينه أن يبادر اتحاد اللعبة باتخاذ إجراء فوري يوازي في حجمه وأبعاده حجم وأبعاد الفعل حماية وحفاظاً على هيبته وكرامته كمرجعية قبل هيبة وكرامة القحطاني والعابد كمواطنين استبيحت سمعتهما ظلماً وعدواناً دون الحاجة لأية اختراعات، لأن الطعنة كانت موجهة أصلاً لشرف المرجعية بالدرجة الأولى.. ولكن ما الذي حدث؟؟.

الذي حدث أن اتحاد اللعبة عمل على تشتيت القضية وتوزيعها على أكثر من جهة وأكثر من دهليز، وبذلك طال أمد الموضوع بين أخذ ورد تبعاً لتعدد أطرافه بما يؤدي في النهاية إلى (موت) القضية ومن ثم مواراتها الثرى، وهو ما خُطط له بعناية، وهو ما حدث فعلاً؟؟!!.

فلو أن من يعنيهم أمر وشأن قيمنا الرياضية وسلامتها من الأمراض كانوا على جانب وقدر من الشجاعة واستشعار خطورة مثل تلك الممارسات ذات الأبعاد الخبيثة.. من خلال اتخاذ إجراء صارم في حينه، ودون الحاجة إلى تفريع القضية وتحويلها إلى قضايا وذيول متعددة تمخضت في نهاية الأمر عن (فشيلة)، لما استسهل أحد أعضاء النصر مؤخراً تكرار الاعتداء على سمعة سالم الدوسري.

بالمناسبة: تمنيت على الأستاذ أحمد عيد ألا يقدم برهانا آخر على أن (الطاسة ضايعة) من خلال إجابته عن السؤال الذي وجِّه له بهذا الصدد حين قال متهرباً أو هارباً: نحن يهمنا الآن التركيز على تجهيز نجوم المنتخب للمهمة الصعبة القادمة.. فأي تركيز وأي تجهيز يا ريس إذا كنت لا تستطيع حماية اتحادك، فضلاً عن نجوم المنتخب من المحتقنين والمرضى.. ثم أليس من أولويات وأبجديات التركيز والتجهيز لجم الأصوات ذات الأغراض الدنيئة التي دأبت على النهش في جسد رياضتنا وفي سمعة الشرفاء الذين يتشرفون بخدمة وطنهم.. فإلى متى ستظل مظلتنا الرياضية تمارس دور(النعامة) أمام حفنة من العاطلين فكراً وإحساساً؟؟!!.

مخرج أم مخرب؟!

لم أكن أرغب في التطرق لموضوع الإخراج التلفازي للمباريات لكثرة ما تم تناوله وتداوله إلى درجة السأم دون جدوى.. لولا ما طالعنا به الزميل المتألق سلطان الحارثي منذ أيام حول الإخراج وما أدراك ما الإخراج من خلال لقائه بالدكتور محمد باريان المشرف العام على القنوات الرياضية.

ذلك أن الدكتور مارس في إجاباته نفس الأسلوب الذي مارسه رئيس اتحاد القدم عند سؤاله عن دوره كمسؤول أول عن حماية عناصر المنتخب من الحروب التي يقف خلفها رهط من (الأشخاص) وهو أسلوب التهرب، وإن شئت فقل الهروب؟!

يقول الدكتور: إن مسألة التفاوت في التعامل مع المباريات إخراجياً، إنما تخضع لرؤية المخرج، وهذا لا خلاف عليه ولاسيما بعد ثبوت تباين واختلاف الموازين في التعاطيات الإخراجية بين مباراة وأخرى تبعاً لرؤية المخرج (الملونة).. ويضيف بما معناه : أن هؤلاء الذين يعبثون بمبارياتنا هم من المخرجين العالميين، يريد أن يسكتنا بعالميتهم المزعومة، وقد يعلم سعادته أو لا يعلم بأن العالمية أضحت بضاعة رخيصة في ظل تهافت كل من هب ودب على ادعائها.. ثم إنه لم يبين لنا جنسياتهم حتى نكون على بينة وقناعة بعالميتهم تلك؟!.

ومما زاد الطين بلّة حين قال : إن الإخراج مدارس، وأن مخرجيه ينتمون إلى المدرسة التي لا تعير الجماهير أي اهتمام، وهنا أسأل الدكتور إن استطاع الإجابة : إذا كانوا كذلك، لماذا تختلف نظرتهم وتعاملاتهم بين مباراة وأخرى، وبين جمهور وآخر حتى على مستوى المباراة الواحدة، إذ تراهم يهتمون كثيراً بجمهور معين، في حين يتعامون عن آخر أكثر كثافة وأعلى تأثيراً.. وأسأله بكل براءة : إلى أي مدرسة ينتمي ذلك (المخرب)، أعني المخرج الذي ينتظر حتى يحرجه المعلق بطلب إلقاء نظرة على إبداع جماهيري، وحين يتكرم بالانتقال مكرهاً بكاميراته يكون المشهد الإبداعي قد انتهى؟!!.

يا دكتورنا: نحن نشاهد الدوريات العالمية.. ونشاهد إبداعات الإخراج وفنونه وابتكاراته، ولم نلحظ أي تهميش للجماهير ودورها في إضفاء لمحات إبداعية مشوقة، بل على العكس تماماً، نحن نلاحظ تطوراً كبيراً في أساليب إبراز الجماليات الجماهيرية، ما يجعلنا نشك في أن مخرجيك الذين يتقنون فنون (الانتقائية)، إنما هم مخرجات دوريات غير مشاهدة مثل بنجلادش ونيبال وما في حكمهما؟!!.

وأخيراً يا دكتورنا: نحن لا نطالب ولا نريد مخرجا عالميا.. نحن نريد ونطالب بمخرج (عليمي) لا يرتدي (نظارة ملونة)، ولا يرضخ للإملاءات، ولا تسيره الميول، ولا ترتعد فرائصه خوفاً من (صوير وكسير واللي ما فيه خير) حتى وإن كان ذلك المخرج من فئة محلّي المحلّي.. يا دكتور: يعلم الله أنني أتمنى لك التوفيق في أداء مهمتك بنجاح، فنجاحك هو نجاح لنا جميعاً كأسرة إعلامية ولا تعنيني ميولك إذ ليس من حق أحد مصادرة حق آخر في الميل للون الذي يرتمي في أحضانه، فالذي يذهب إلى الفكهاني إنما يذهب لشراء الثمرة لا لشراء الشجرة، وقد قالت العرب قديماً (صديقك من صَدقك لا من صدّقك).. وقالت أيضاً (حدّث العاقل بما لا يليق فإن صدّق فلا عقل له).

يعني باختصار: لم أقتنع ولن أقتنع بتلك المبررات التي سقتها لأنها من فئة (حدّث العاقل)؟!!.

على فكرة: بعض البرامج المتلفزة تشعرك - كمتابع - بأنها أُعدّت في مقر النادي من ألفها إلى يائها وليس في مقر القناة؟!!.

كميّخ مثلاً..!!

أحياناً أشعر بأن لدى المتحدث من المساحة ما يمكن أن يقوله في إطار الممكن المقبول والمعقول ولا سيما إذا كان الموضوع مثار الكلام غير قابل للمراوغة أو التلفيق، إلاّ أن ثمة ما يحول بينه وبين بلوغ فضيلة إنصاف النفس من الوقوع في براثن الخطيئة عامداً متعمداً فيحيد طائعاً مختاراً، وغالباً ما يكون الجبن هو المانع من التمتع بتلك الفضيلة، ولكنني أعجب كثيراً عندما أشاهد ذلك المتحدث يهرول في منحدر الخطيئة وقد بلغ من العمر مرحلة التفريق بين الممكن واللاممكن؟!.

على سبيل المثال: الكابتن علي كميّخ الذي لم يترك له العضو النصراوي الذي أوغل في اتهامه لـ(سالم الدوسري) ومن ثم (للعابد والدوسري) معاً، أي مساحة للعب.. ومع ذلك أصر على اللعب فقال لا فض فوه: إن ذلك يندرج بما معناه في إطار ثقافة الديربيات، وأن المُتهم يتمتع بخبرة واسعة في المجال الرياضي تمكنه من اختيار أدوات التأثير على المنافس، يعني (عداه العيب ) الله يفتح عليك يا كابتن!!.

وفي موضوع الطبيب إسلام العمر أرعد وأزبد وحمّل ذمّته وزر تزكية وتنزيه أي عضو نصراوي من القيام بهكذا دسيسة، وكأن المئات من أعضاء الشرف النصراويين يعيشون في كنفه إلى درجة أنه يعلم عنهم أكثر مما يعلمون هم عن أنفسهم وعن تصرفاتهم.. يا رجل: من النادر جداً اليوم أن نجد الرجل الذي يلم ولو بنصف تصرفات أبنائه فما بالنا والحديث هنا عن أشخاص أجزم أنه يسمع عنهم ولا يعرفهم إدريس.

fm3456@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب