Thursday 14/11/2013 Issue 15022 الخميس 10 محرم 1435 العدد
14-11-2013

صيانة سائبة

حين يجري الجراح عملية لمريض، فإنه يحرص كل الحرص على أن يلتزم هو وأقرباؤه، بمتابعة الإرشادات التي ستضمن ألا تنتكس حالته، فيضيع كل الجهد الجراحي الذي بذله الطبيب، وتضيع كل المعاناة التي عاناها المريض، ويعود الجميع إلى نقطة الصفر، ويكون السبب الوحيد هو عدم المتابعة، وهو أمر قد لا يحتاج إلى أدنى جهد، لكنه يُبقي المريض في حالة صحية ممتازة.

نفس الأمر بالنسبة للمشاريع الحيوية، فعندما تدفع الدولة على إنشائها مليارات الريالات، لتكون من أضخم المشاريع، ثم لا تتم صيانتها بالحجم الذي يتلاءم مع ضخامتها، فإن الأمر سينتهي بها لتكون عبئاً على المستفيدين منها، من مواطنين ومقيمين. لكن لو الوزارة المعنية اعتنت بصيانة مشاريعها بنفس عناية إنشائها، لظلت تخدم الناس عقوداً وعقوداً، بنفس جودة السنة الأولى.

إن ما نحتاجه أكثر من المشاريع التنموية الحيوية، هو الصيانة المستمرة، ولأنها غير موجودة، ولن أقول متواضعة، فإن مشاريع الطرق والمستشفيات والمطارات والمدارس والمرافق العامة، تتحول خلال فترات قصيرة إلى منشآت ذاوية ترهق المواطن بدل أن تخدمه. ولا يمكن أن نصل إلى نهاية لهذه الظاهرة المزمنة، إن لم يتم استنساخ تجارب الدول التي تظل منشآتها بنفس فعالية إنشائها لعشرات ومئات السنين، وهذا ببساطة لأن ما يُدفع على صيانتها يوازي ما دُفع على تأسيسها، ولأن من يقوم بعمليات الصيانة شركات متخصصة وليست عمالة سائبة!

مقالات أخرى للكاتب