Tuesday 19/11/2013 Issue 15027 الثلاثاء 15 محرم 1435 العدد

«الغش» شمل أصنافاً لا تخطر على بال أحد

«فيديك»: 38 مليار ريال حجم سوق مواد البناء المقلّدة بالمملكة

جدة - الجزيرة:

قدَّر الاتحاد الدولي للمهندسين الاستشاريين (فيديك) حجم سوق مواد البناء المقلّدة بالسوق السعودي بنحو 38 مليار ريال ما يعادل 40% من حجم سوق مواد البناء وحذَّرت دراسة أعدها (فيديك) من التطور الرهيب الذي تشهده تجارة مواد البناء المقلّدة عاماً بعد عام في العالم العربي، شمل جميع الأصناف ابتداءً بحديد التسليح والطوب، مروراً بالكابلات الكهربائية، وانتهاءً بالسيراميك والبورسلين، مما يشكّل خطورة بالغة على سلامة الأفراد والمنشآت، حيث أشارت التقديرات إلى أن تجارة مواد البناء المقلَّدة تفوق في حجمها تجارة المخدرات.

وسلطت الدراسة الضوء على خطورة التقليد في مواد البناء، وحذَّرت المستهلك من أضراره الجسيمة، ولاسيما أن التطور التكنولوجي سهل عملية تزييف وتقليد السلع وانتشارها في جميع الأسواق العربية ومنها السعودية، وهو الأمر الذي يتطلب تضافر جهود جميع الجهات المعنية لمواجهة هذه التجارة المحرَّمة، حيث بيَّنت الدراسة أن بعض الشركات تنفق الملايين على الأبحاث الخاصة بحماية علامتها التجارية، وتحاول استخدام تكنولوجيا أكثر تعقيداً، لكن المقلّدين كانوا أكثر ذكاءً وتحايلوا عليها وقلدوها. وقال ممثل اتحاد فيديك بالخليج العربي المهندس د. نبيل عباس إن الدراسة تأتي في سياق توعية المستهلكين بأفضل الخيارات التي تتعلَّق بصناعة التشييد، وأبرز التحديات التي تواجهه وأفضل الحلول الممكنة، مشيراً إلى أن فيديك بصدد دليل استرشادي فيما يتعلّق بأصناف وأنواع مواد البناء، والذي من شأنه مساعدة المقاولين في تحري الجودة والأصالة في الاختيار والبعد عن الأصناف المقلّدة التي تسببت في تهالك المباني وتشققها وسقوط الأسقف والجدران وتسريبات المياه، مبيِّناً أن حجم سوق مواد البناء بلغ حجمه 95 مليار ريال حتى نهاية 2012 ، فيما قدرت نسبة سوق المواد المقلّدة بـ40% أي ما يعادل. كما أوضحت الدراسة إن أسواق مواد البناء المقلّدة تغلغلت في أصناف لا تخطر على بال أحد، حيث سردت إحدى الإحصاءات عن تقليد مصعد كهربائي، تقدَّمت الشركة المصنّعة له بطلب لجمارك دولة عربية بمصادرته بعد أن عجز ضابط الجمارك أن يفرّق بين المصعد الأصلي والمقلّد، فيما قامت شركة إنتاج كابلات كهربائية بجولة في سوق دولة عربية واكتشفت نحو 20 ألف متر كايبل مقلّد يمكن أن يتسبب في حالات حرائق لعدم جودتها. ومن طرائف الدراسة إن شركة بناء شهيرة فوجئت بمنتج مقلّد يحمل اسمها، في حين أن الشركة نفسها لم تنتجه من الأساس. ودعا المهندس نبيل عباس إلى ضرورة استحداث وسائل جديدة تساعد موظف الجمارك في عمله لمواكبة ما يحدث في عالم هذه الجريمة المنظمة.

موضوعات أخرى