Tuesday 19/11/2013 Issue 15027 الثلاثاء 15 محرم 1435 العدد
19-11-2013

الأخضر من الأردن وحتى الدمام!!

منذ زمن والأخضر لم يكن باهياً كما هو مساء الجمعة، عندما كرر تفوقه على أسود الرافدين بثنائية جميلة، فالمنتخب وهو يكتب على كل السطور السابقة وبكل سطوع يؤكد أنه يسير في الطريق الصحيح، ولعل مواجهته اليوم أمام الصين هي اختبار حقيقي للفريق، ليس للتأهل فقد كان وانتهى، ولكن لكي يؤكد الفريق قدرته فعلاً على اللعب في كل الظروف وتحت أي ضغط وبأي مكان، وعندئذ يمكن لنا حينئذ أن نتحدث عن عودة للأخضر وتفاؤل لما هو آت، وحتى ذاك سأكتب عن بعض من النقاط التي لفتت نظري في رحلة الأخضر من الأردن وحتى الدمام:

- بعض إعلاميي متصدر لا تكلمني، هاجموا مدرب المنتخب بسبب عدم مشاركة أي لاعب نصراوي كأساسي في موقعة الأردن في يوم عيد الأضحى أمام العراق، فضلاً عن عدم استدعاء الحارس المبدع عبدالله العنزي، وتحدث بعضهم عن مؤامرة تجاه لاعبي النصر لإحباطهم، بل وصل الأمر لقلة منهم إلى المطالبة من الإدارة النصراوية برفض السماح للاعبيها بالذهاب للمنتخب حال استدعائهم، هذا البعض وعندما تبين له حجم زيف ما قال في لقاء الإياب بالجمعة في الدمام لم نسمع من أحدهم اعتذارا عما تفوه به أو حتى إشادة بما قُدم!

- وعطفاً على النقطة السابقة، بدا لي أن مدرب المنتخب وهو يغير الكثير من قناعاته في لقاء الإياب، بدا لي وكأنه متابع جيد للإعلام وانتقاداته، فعلى الرغم من المستوى الجيد للمنتخب في المباراة والحصول على النقاط الكاملة، إلا أن التغيير السريع في القناعات وفي ظرف أقل من شهر يجعلني أخشى من أن المدرب عمل بمبدأ المحاصصة في تشكيلته الأخيرة بالدمام، خصوصاً وهو من وزع المشاركة بالتساوي بين الأندية الخمسة الكبار، بدليل أن هناك من كان خارج القائمة في لقاء الذهاب أصبح أساسيا في الإياب، عموماً نتمنى للمدرب التوفيق والأهم عدم الالتفات للإملاءات إن وجدت.

- الاحتفال المبالغ فيه بالفوز بعد مباراة العراق إياباً، سواء من اللاعبين أو حتى رئيس الاتحاد وأعضائه، الذي استمر لوقت طويل بعد المباراة، يؤكد حجم الضغط النفسي والعصبي الكبير الذي كانوا يواجهونه، وهو ما يفسر تلك الأفراح وحجمها، خصوصاً والشارع الرياضي لم يكن في الأيام السابقة في وفاق مع الإدارتين الفنية والإدارية نظير ما قُدم من مستويات متواضعة في دورة OSN الودية في شهر ذي القعدة، عموما نتمنى أن تعيد هذه الانتصارات المتتالية الثقة للاعبين وللجمهور.

- أجمل ما في لقاءات الأخضر الأخيرة أن ناصر الشمراني قد أخذ فرصته كاملة وهو يستحقها فعلاً، ليصبح لاعب منتخب وناد بنفس الوقت، بعد أن كان لسنوات يوصم بلاعب ناد فقط، وظل يجري خلف البحث عن فرصة للمشاركة أساسيا مع الأخضر على الرغم من أنه كان هداف الدوري لسنوات، حتى أنه عندما كان شبابياً أعلنها صراحة مع مصطفى الأغا وحتى في لاين سبورت بأن هنالك محاباة في إشراك اللاعبين أساسياً من عدمها مع الأخضر، نتمنى أن تكون هذه الأمور قد انتهت الآن.

- قدم جمهور الشرقية اللوحة الأجمل في لقاء الجمعة، فكان الحضور مميزاً وكان التشجيع مدهشاً، فكان خير دافعٍ للاعبين، فشاهدنا الحماس والدافعية طوال المباراة، ولم يتوقف صوت التشجيع دقيقةً، بل واستمر في البقاء بالملعب لوقت طويل بعد نهاية المباراة لمشاركة اللاعبين احتفاليتهم بالفوز، وأعتقد أن تلك اللوحة المميزة في الدمام توصل رسالة لجمهور الرياض بأنه إن لم يكن قادراً على دفع الأخضر للمجد بالحضور، فنحن كفيلون بذلك.

شكاوى بالجملة والمتهم ناد واحد!!

140 شكوى رسمية على 18 نادياً من دوري جميل ودوري ركاء، وأكثر من 71 مليون ريال متأخرة، هي ما وصل إلى لجنة الاحتراف حتى نهاية يوم الجمعة وهو آخر يوم لرفع الشكاوى التي تمنع التسجيل في فترة الانتقالات الشتوية، وذلك حسب تصريح رئيس اللجنة الدكتور عبدالله البرقان، وبالتأكيد تركة كبيرة كتلك من الشكاوى والديون تؤكد حجم التخبط والفوضى التي تنخر بالاحتراف لدينا، وتميط اللثام عن أن ما لدينا أبعد ما يكون عن الاحتراف وعالمه.

عموماً بقراءة سريعة لتلك الأرقام وجدنا هنالك بعض الفرق تجاوز عدد المطالبات المالية عليها إلى العشرة وحتى العشرين ووصل بعضها إلى قريباً من الثلاثين، وهو ما ينذر بكارثة قد تدفع بعض الأندية إلى إعلان الإفلاس، أو إعلان مجلس الإدارة للاستقالة بسبب عدم وفائه بالالتزامات، وهذا بالتأكيد أشبه بالتوريط لمن يفكر مجرد تفكير باستلام النادي بعده، ولا أدري صراحة ما هو دور الاتحاد السعودي وهو يقف موقف المتفرج من كل ذلك؟!

الغريب أنه مع تعدد الأندية وكثرة الشكاوى، وجدنا البرامج الرياضية لا تناقش سوى ديون نادي الاتحاد فتفرد لها الساعات الطوال في حين لا تهمس مجرد همس نحو أندية أخرى وصلت المديونيات عليها إلى رقم فلكي، بل المضحك أن أحد البرامج التي تدعي المهنية تجاوزت كل تلك الأندية ورمت بقوسها تجاه شكوى لاعب نادي الشباب حسين شيعان وهي فقط واحدة من أصل ثلاث على النادي العاصمي، بل هي الوحيدة من لاعب محلي، ولا أدري ماذا يمكن لنا أن نسمي ذلك سوى انتقائية متعمدة، وبالتأكيد هي تفضح حجم التعمد والتقصد في بعض البرامج تجاه أندية دون غيرها!

خاتمة

إذا سمعت كلمة تؤذيك، فطأطئ لها حتى تتخطاك. (عمر بن الخطاب).

تويتر: @sa3dals3ud

مقالات أخرى للكاتب