Friday 06/12/2013 Issue 15044 الجمعة 02 صفر 1435 العدد
06-12-2013

الأطباء المدخنون!

ما يؤسف له؛ ما نشر مؤخرا عن ارتفاع عدد الأطباء والطبيبات المدخنين في المملكة بنسبة 60 %. وبرغم انتشار ظاهرة التدخين بين أوساط المجتمع إلا أن النسبة المرتفعة للأطباء المدخنين أثارت دهشتي وحيرتي! فالطبيب يسمى في بعض اللهجات العربية (الحكيم) بحكم إدراكه وإحاطته بما ينفع الإنسان وما يتسبب في ضرره! ولكن النسبة حقا صادمة! فكيف سيصدّق المريض توجيهات ونصائح طبيبه وهو مدخن ويجلب الضرر لنفسه ؟! وكيف لطبيب يدرك مخاطر التدخين فيمارسه وهو بكامل قواه العقلية ؟! لا يمكن لأحد أن ينكر مخاطر التدخين وتأثيره السيئ صحيا واقتصاديا واجتماعيا، والأطباء أكثرهم إقرارا بذلك، فقد صور أحدهم الرئة السليمة والأخرى المريضة حيث تظهر صورة الأولى بلونها الزاهي الطبيعي صحية تنبض بالحياة، بينما الثانية تبدو باهتة عليلة يحيط بها السواد ويهددها الفناء! والعجيب ما نشرته مجلة (ميديكال نيوز توداي) بأن خبراء في المستشفى الجامعي بالنرويج اكتشفوا أن الشعور بالألم لدى المدخنين أشد، مقارنة بغير المدخنين، وقد شارك في التجارب 10364 متطوعاً، حيث أبدى جميع المدخنين مستوى متدنياً من تحمل الألم، يأتي بعدهم المدخنون السابقون، أما غير المدخنين مطلقا فتحملوا الألم أفضل من الجميع.

ووصل العلماء إلى استنتاج مفاده أن تعاطي النيكوتين يزيد الشعور بالألم.

كما اكتشف علماء جمعية أطباء أمراض القلب الأمـريكية أن المدخنين معرضون للإصـابة بالسكتة الدماغية أكثر من غير المدخنين بنسبة تتراوح بين 60 % و80 %.

هذا طبعا عدا عن الأمراض التي يعرفها المدخنون ويقرون بها، فالتدخين لا يصل لجهاز عضوي في الإنسان إلا ويترك آثاره المدمرة عليه، وقد يكون السرطان على رأسها! ولا أحسب أحدا يجهل أن وباء التبغ العالمي يودي بحياة ما يقرب من ستة ملايين شخص سنوياً، وأكثر من 600 ألف شخص من غير المدخنين الذين يموتون بسبب استنشاق الدخان بشكل غير مباشر.

ومن الأخبار السارة وسط هذه الأخبار المحزنة أنه بعد ثلاث سنوات من تبني إجراءات رادعــة مناهضة للتدخين، انخفض اســتهلاك تركيا من التبـــغ 15 % وأصبح الإقلاع ظاهرة رائعة عند مجتمع واع ٍ! أفلا تطفئ سيجارتك قبل أن تطفئك!

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب