Monday 09/12/2013 Issue 15047 الأثنين 05 صفر 1435 العدد
09-12-2013

الجزيرة.. درّة الصحافة العربية!

لربما اختار نجم سعدي أن أكبر ومن حولي وعلى مرمى النظر أعداد متراكمة من صحيفة الجزيرة -في منزل جدي عبدلله بن خميس- رحمه الله- حيث أسكن- ولربما كان من حسن حظي أني نشأت والأحاديث تزهر من حولي حول مقالة أو قضية او قصيدة نشرتها الجزيرة الغراء, كبرت وأنا أراها من حولي شامخة عريقة يقرأها الكبير والصغير, المواطن والأمير, فكانت دائما بالنسبة لقلمي هي الحلم والمشتهى, فحلمت في لحظة جريئة وأنا ابنة الثامنة عشرة أن أحظى بعمود اسبوعي بصفحة الرأي, أكتب بإمكانات قوامها الموهبة لا أكثر, حيث إني لن أستطيع أن أنافس كبار الكتاب أصحاب التجارب الطويلة, وعلى الرغم من خوفي من الفشل والرفض إلا إني كنت ولازلت أؤمن بأن: أحلامنا إن لم تخفنا, فهي ليست كبيرة كفاية.. فتقدمت بطلب الى رئيس التحرير خالد المالك برغبتي بالحصول على عمود أسبوعي رغم صغر سني وتواضع تجربتي, وفوجئت بعد أيام قليلة بمقالي ينشر تحت عمود “ربيع الكلمة” وسط فرح وسرور عم منزلي بهذه الانطلاقة السريعة الى عالم الكلمة.

منذ ذلك الحين وحتى اليوم وأنا ممتنة فخورة ومؤمنة بتفرد واستثنائية ذلك القائد الفذ الذي يدعى خالد حمد المالك, وجرأته في المراهنة على الأقلام الشابة, حيث أدرك بأن المواهب اليانعة التي تمنح الفرصة والثقة وتعطى هكذا مسؤولية, قد تبذل جهداً مضاعفا لإثبات نفسها على الرغم من أن ذلك الوسط شرس ولا يقبل المجاملات.

استحضاري لعلاقتي بالجزيرة وتلك المشاعر المختلطة التي خالجتني جاءت بعد تلبيتي لدعوة حضور مناسبة بعنوان “دوما معا “ أقامتها مؤسسة الجزيرة في (دار الحي) دبي لتكريم المعلنين وشركائها في النجاح, حفل ناجح وراق بكل المقاييس حضره نخبة من قياديي الجزيرة وإدارييها اللامعين وكتابها وكاتباتها الى جانب ضيوف الحفل من المعلنين الذين حرصت الجزيرة على أن يقفوا شخصيا على رؤيتها المستقبلية وأحدث الإنجازات والقفزات التي عرضتها عبر منصات العرض في الحفل, ولعل أبرز ما لاحظته هو التطور الهائل في المحتوى الإلكتروني ومواكبة التسارع التكنولوجي المخيف الذي بات يهدد الصحافة الورقية, عبر ابتكار تطبيقات فائقة التطور منها التطبيق التفاعلي Aljazirah snap والذي يعمل عبر تمرير كاميرا جهازك المحمول على ايقونة موجودة بجانب الخبر وسيتحول مباشرة الى فيديو في جوالك يمنحك معلومات إضافية عنه.

رغم اني بعيدة عن كواليس الإدارة ودهاليز الترتيب الوظيفي في الجريدة, ولا يذهب تواصلي أبعد من مكتب التحرير, إلا إنني سعدت ببيئة العمل الرائعة التي استشعرتها من تواضع القادة الذين كانوا يتجولون ببساطة بين الحضور بلا مشالح فاخرة وسكرتارية من خلفهم, يتبادلون التحايا والأحاديث مع موظفي المؤسسة وكتاب الاعمدة, ويرحبون بالضيوف على بساط من التواضع, ويؤكدون بأن سياسة التواصل المباشر أقوى وأنجع من سياسة الأبواب المغلقة والعلاقات المثقلة بالرسمية, من بينهم مدير عام المؤسسة المهندس عبد اللطيف العتيق الذي تشرفت بلقائه والاستماع الى رؤيته لمستقبل الجريدة.

ما رأيته واستشعرته في الحفل يثلج الصدر ويرفع الرأس فعلا, نخبة من شبابنا السعودي الطموح من الجنسين, يشارك في ورشة عمل مستدامة لتطوير هذا الكيان الإعلامي العريق والتأكيد على انضمامه قلبا وقالبا إلى موكب التقدم والتطور التكنولوجي بانت نتائجها وثمارها بوضوح.

أخيرا.. ما أجمل أن تكبر البدايات وتحقق الأحلام وتتسامى القمم, من مكتب صغير ومتواضع لمجلة الجزيرة -صحيفة الجزيرة فيما بعد- في أحد أحياء الرياض العتيقة قبل خمسين عاما ونيفا, نبعت فكرة خلاقة من رأس كاتب موهوب يدعى عبدلله بن خميس ومن حوله طاقم صحفي طموح أشرف على ولادة مشروع ثقافي تنويري يدعى الجزيرة.. ومن مجلة شهرية إلى صحيفة اسبوعية الى صحيفة يومية إلى صرح يعنى بالطباعة والصحافة والنشر وكيان يسابق التطور بخدماته التكنولوجية الرائدة..

هذه قصة الجزيرة.. قصة نجاح وطموح وريادة.. فما أجملها من قصة!.

Twitter:@lubnaalkhamis

مقالات أخرى للكاتب