Monday 16/12/2013 Issue 15054 الأثنين 13 صفر 1435 العدد
16-12-2013

نعم، العربية ملكة اللغات

تحتفل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) باليوم العالمي للغة العربية في الثامن عشر من هذا الشهر كانون الأول (ديسمبر) والموافق للخامس عشر من صفر، أي يوم الأربعاء القادم بمشيئة الله، فماذا أعددنا للمشاركة في هذا التكريم العابر للملايين من الناطقين بأعرق اللغات وأفخمها. وحتى لا أدخل في تنظير وانشائيات، أشير الى مقال للزميل عبد المحسن الماضي في زاويته (أنت) في هذه الصحيفة بتاريخ 16 محرم 1435،

بعنوان (العبرية).

وإذ أشكره لتطرقه لهذا الموضوع ولأنه شجعني على المداخلة والتعليق على ماذكر في مقاله المهم ذاك. وإذا كان اليهود يدعون أن العبرية هي أقدم اللغات وسيدتها فما العجب وهم يكذبون على الله تعالى وأنبيائه ويرون أنهم شعب الله المختار وإنما بقية البشر سخروا لخدمتهم!. وأما قضية الأقدمية، فإن أقدم مخطوطة عثر عليها في منجم للفيروز بسيناء عمرها أربعة آلاف سنة ومكتوبة باللغة العربية.

عدا عن ذلك فعمر اللغة العربية ثمانية آلاف سنة، أي قبل سلالة النبي يعقوب عليه السلام (إسرائيل) بآلاف السنين وقبل أن تتشكل لغتهم العبرية، لأنها تنحدر - أي العبرية - من الكنعانية والتي بدورها تنحدر من المؤابية المتفرعة من الآرامية، وكل هذه تفرعت من الأصل وهي اللغة العربية.

ثم لنأت لطبيعة اللغة العربية، فإن لها 16000 جذر لغوي وهي من المستوى الأول لغناها عمقا واتساعا، وحروفها 28 حرفا. أما لغتهم العبرية فهي من المستوى الثالث لأنها ناقصة من حيث الجذور والاشتقاق والمفردات، فلها 2500 جذر لغوي فقط، وحروفها 19 فزادوها لتصبح 22 حرفا في العبرية التي أحيوها عند بدء تخطيطهم لزرع الكيان الصهيوني.

فبعد هذا التحقيق والتعقب التاريخي هل يتسرب إلينا الشك أو نصدق نعيق الغربان الإسرائيلية بشأن لغتهم وأسبقيتها وسيادتها، بل هل يخفى المغزى العنصري الاستعماري خلف هذه الادعاءات!.

أما ماذكره الزميل عبد المحسن من أن أسماء تسعة عشر من الأنبياء هي عبرية بدءا بآدم عليه السلام وهو أب البشرية، مرورا بنوح وإدريس عليهم صلوات الله وسلامه وهم سابقون ليعقوب عليه السلام ونسله (بني إسرائيل) ففيها كشف لزيف ادعاء الصهاينة بأقدمية العبرية، ولعل الزميل عبدالمحسن قصد أن اليهود ترجموا أسماء الأنبياء السابقين إلى العبرية أو هكذا وردت في التوراة كتاب موسى عليه السلام. نحن نتسمى كعرب بأسماء الأنبياء مع علمنا بأنها غير عربية في الأصل ولا ندعي عروبتها كإبراهيم وعيسى وإدريس ويوسف، ولو أنها أصبحت جزءا من الموروث الثقافي والاجتماعي والحضاري العربي. علما بأن أنبياء الله هود وصالح عليهم السلام والذين أتوا على أثر نوح عليه السلام هم عرب خلص من العرب العاربة البائدة ولغتهم هي العربية، وهم قبل نبي الله إبراهيم عليهم جميعا صلوات الله وسلامه، ولعل هذا يوضح بصورة جلية أقدمية العربية على جميع اللغات وسموها، بل لو نحينا كل هذا جانبا، أليست اللغة التي تكلم بها الله!.

أما أن أكثر من حصل على جوائز نوبل هم العبرانيون كما ذكر الأخ الفاضل عبدا لمحسن في زاويته، فإنه علينا أن نتذكر أنه ليس كل يهودي عبراني أو من سلالة يعقوب، فهناك يهود بالديانة وليس بالنسب والعرق وهم الأغلبية، وهم القادمون من روسيا ودول أوروبا الشرقية ومن الشتات في أوروبا الغربية، لأن أحد ممالك أوروبا القديمة وهي مملكة الخزر أراد ملكها اتخاذ ديانة سماوية فقرر اعتناق اليهودية لأنها الأقدم حسب الاعتقاد الشائع بين كثيرين، وهكذا اعتنق شعبه اليهودية فنشأت اليهودية في أروربا وإلا هم ليسوا من سلالة العبرانيين وهذا فقط لنفرق بين الأمرين. علما بأن اليهود يتميزون بالذكاء حد الدهاء والتصميم والتخطيط، وهذا لاينكره عارف، وما نيلهم جوائز نوبل بالعشرات إلا دليل على ذلك، وتخطيطهم لإقامة الكيان الصهيوني يكشف ذلك الدهاء، لكنه دهاء مسخر للشر والسيطرة على الآخرين. هل التنكيل بأهل فلسطين منذ بدايات القرن العشرين وحتى هذه اللحظة إلا أقرب الأدلة وأقواها على مانقول. فكيف يقال إنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط كما ينطلي للأسف على الكثيرين منا بالنظر إلى انتخابات الصناديق وتداول السلطة هناك، وأين ديمقراطيتهم وهم يقتلون شعبا ويشردونه ويحتلون أرضه؟!، وما ذكره الزميل عبدالمحسن من أن إسرائيل أكثر دول المنطقة ازدهارا علميا وصناعيا واقتصاديا صحيح، ولكن ليس ثقافيا بالطبع، فهم معروفون بفقرهم الفكري والثقافي عالميا، والمؤرخ الفرنسي جوستاف لوبون يقول (اسهام اليهود الثقافي صفر). ألم يجهدوا ليجعلوا طبق الحمص والفلافل والشاورما أطباقا إسرائيلية؟، أليس مرد هذا كله فقرا ثقافيا وفكريا واجتماعيا؟!. شكراً للزميل عبدالمحسن الماضي لإثارته هذا الموضوع البالغ الأهمية، والله يرعاكم.

romanticmind@outlook.com

تويتر @romanticmind

مقالات أخرى للكاتب