Monday 06/01/2014 Issue 15075 الأثنين 05 ربيع الأول 1435 العدد
06-01-2014

تنمية الثروة الحيوانية هل هي ضرورة؟

تستهلك المملكة كميات كبيرة من الثروة الحيوانية، وقديماً كانت تفيض عن الحاجة ثم أصبحت بالكاد تسد الحاجة ثم بدأنا نستورد من الأردن والعراق وسوريا وأيضاً من السودان ودول إفريقية أخرى وأستراليا والصين.

ولكن الاستيراد من الأردن والعراق وسوريا توقف لأسباب كلنا نعرفها وبقي الاستيراد من الدول الإفريقية والسودان وأستراليا والصين، وهذه في الغالب تكون مصابة وتعاد شحنات بالكامل بسبب الإصابة ببعض الأمراض.

وحالياً وصل سعر الخروف المحلي مثل النجدي والنعيمي الذي يصل وزنه بعد السلخ إلى ثلاثة عشر أو أربعة عشر كيلو وصل سعره إلى 1400 ريال، وأيام ذبح الأضاحي وصل السعر إلى ألفي ريال وأكثر.

فلماذا لا ننمي الثروة الحيوانية في بلادنا بالصورة التي تضمن لنا سد عملية الاستهلاك؟ سيقول البعض لأن الأعلاف تستهلك المياه وفي هذا يمكن القول: |إن استيراد الأعلاف أسهل من استيراد الخراف.

والحقيقة هي أنه لا يوجد مشروع حكومي واحد أو غير حكومي على مستوى واسع لتنمية الثروة الحيوانية وإنما مشروعات صغيرة حكومية أو مشروعات فردية للأهالي يقوم على رعايتها راع سوداني أو هندي أو بنغالي.

والجميع يفضل الذبائح المحلية على الذبائح المستوردة سواء المبردة أو المجمدة، وإنما يضطر المواطن لشراء المبرد أو المجمد أولاً لعدم وجود المحلي أو لارتفاع أسعاره بشكل رهيب.

وأنني أناشد وزارة الزراعة أن تتبنى مثل هذا المشروع الوطني بصورة كبيرة وموسعة في أغلب مناطق المملكة بصورة تكاثرية سواء أغناما بمختلف فصائلها أو جمالا أو أبقارا، ولاسيما أن بعض المواطنين من التجار وغيرهم لديهم الكفاية والجدارة في تنمية هذه الثروة التي سوف يعود على المواطن بالخير والبركات وهو أيضاً مضمون الربح وسريع الدوران والإنتاج بدلاً من المشروعات التي تتم بشكل فردي في البادية ثم يجلبها صاحبها إلى سوق الماشية ويتشرط على بيع عشر رؤوس أو أكثر، ومعه الحق فهو يساومك في السعر لأنه لا يوجد إلا أربع أو خمس سيارات تحتوي على أربعين أو خمسين رأسا من الأغنام.

إن مشروع تربية الثروة الحيوانية مع تحديد السعر وعدم الاعتماد على الاستيراد هو من المشروعات الحيوية التي يجب البت فيها بصورة سريعة لأهميته وضرورتها ولاسيما إن أراضينا وصحارينا تساعد على تنمية هذه الثروة.

كما أن مثل هذا المشروع سوف ينجح بالتأكيد لعدم وجود منافس قوي، وسوف يمنع أو يحد من الاستيراد الذي قد يأتي بأغنام بها أمراض مثل مرض اللسان الأحمر أو خلافه.

وإذا كان هذا المشروع مربحاً فلماذا لا تقوم به أيضاً مؤسسات خاصة على مساحات محدودة مثل حظائر تربية الدجاج وتقوم باستيراد الأعلاف بنفسها بدلاً من الاعتماد على الاستيراد.

إنني أؤكد أن هذا المشروع مربح خاصة إذا خصصت وزارة الزراعة بعض الأراضي للراغبين في القيام بمثل هذا المشروع الذي تدعمه الدولة، فالدولة حريصة على كل ما ينفع المواطن في معيشته والتخفيف عليه من أعباء الحياة المعيشية.

- عضو هيئة الصحفيين السعوديين

مقالات أخرى للكاتب