Thursday 16/01/2014 Issue 15085 الخميس 15 ربيع الأول 1435 العدد
16-01-2014

دور الأسرة في التحصيل العلمي

انتهت الامتحانات الفصلية وظهرت بعض النتائج وأخرى تنتظر وستبدأ الآن عملية المحاسبة من قبل بعض الأسر، فتعترض بعض الأسر على المدارس وتبدي استياءها من نتائج أبنائها ويقوم الأب بالاتصال على المدرسة ليستفسر عن سبب هبوط مستوى

الابن وهو الذي لم يتصل بالمدرسة من قبل ولم يسبق له أن سأل ابنه عن وضعه الدراسي بل إن بعض الآباء لا يعرف السنة الدراسية التي يدرس فيها ابنه ولا المدرسة التي يدرس فيها.

للأسرة دور هام للغاية في التحصيل العلمي للابن كما أن لها دور في بناء شخصية الطالب وتهذيب أخلاقه، كيف لا والأسرة هي المحضن الأول وهي المكان الذي تتشكل فيه شخصية الطالب، نعم للمدرسة دور وللمعلم كذلك دور هام ولكن كل ذلك التأثير يعتمد وبدرجة كبيرة على دور الأسرة وما يمكن أن تقدمه من دعم وجهد يبذل في المدرسة، فبعض الآباء وعلى مدار فصل كامل لا يسأل ابنه ما مستوى تحصيله ولكنه يغضب في نهاية الفصل إن وجد نتيجة الامتحان سيئة، وبعض الآباء لا يسأل من هم أصدقاء ابنه في المدرسة وهل هم على مستوى جيد من العلم والأدب والأخلاق أم لا؟ ويغضب إذا ما تم القبض على ابنه في قضايا أخلاقية.

الأسرة التي تحاسب المدرسة اليوم على قصور مستوى تعليم أبنائها لم تفكر في يوم أن تخصص لهم مكان في المنزل لحل الواجبات المدرسية وفي المقابل فقد خصصت لهم أماكن اللعب وحرصت على توفير أحدث الألعاب الإلكترونية والتي تستهلك وقتهم وجهدهم يومياً بدلاً من أن يجعلوا جزءًا من هذا الوقت لمراجعة دروسهم وحل واجباتهم، ولا تقتصر وسائل الترفيه الموجودة في المنزل على هذه الألعاب بل تجد شبكة الإنترنت تعمل 24 ساعة وبأعلى قدرة وكذلك الاشتراك في شبكات القنوات التلفزونية الرياضية وغيرها من الملهيات الأخرى، وليس الهدف هنا هو منع الأبناء من كل هذا ولكن على أقل تقدير يجب أن يكون هناك شيء من التوازن والتنسيق وتوفير وقت للهو ووقت للمذاكرة.

من الصعب أن ينجح الطالب في المدرسة ويتفوق وهو يعود إلى منزل متفكك لا يكاد يلقى فيه أبواه فإن وجد الأم لا يجد الأب أو العكس، وفي المقابل فإن الابن لن يحرص على الاهتمام بدروسه اليومية ما لم يجد من الوالدين اهتماماً بهذا الأمر فيقوموا بتشجيعه على الدراسة وتحفيزه على حل الواجبات وتقديم الجوائز المميزة عند حصوله على درجات مميزة في الامتحانات.

بعض أولياء الأمور في بعض الأسر لم يفكر في يوم من الأيام أن يصحب أبنائه إلى مكتبة لشراء كتاب أو الاطلاع على مجلة علمية مفيدة أو قراءة قصة لها ارتباط بنشاط تعليمي، وبعض أولياء الأمور لم يحضر في حياته اجتماعات مجالس الآباء أو اجتماعات المدرسين أو غيرها من الاجتماعات التي تدعو لها المدرسة بل إن الابن إذا منع من دخول المدرسة لحين حضور ولي أمره فإنه قد يفوض أحدا آخر للذهاب للمدرسة بدلاً عنه لانشغاله.

أعتقد أن هناك دور الأسرة دور هام ومحوري وعلى أولياء الأمور قبل أن يوجهوا اللوم إلى المدرسة أن يتأكدوا من قيامهم بدورهم، وأن لا يتفاجأوا من نتائج امتحانات أبنائهم إن لم يقوموا بهذا الدور، فإذا كان لديهم ملاحظات على المدرس والمدرسة فيجب أيضاً أن يفكروا ملياً هل قاموا هم كأسرة بمتابعة هذا الأمر من أول يوم دراسي أم إنهم لا يهتموا بالتحصيل العلمي لأبنائهم إلا عند توزيع شهادات النتائج الفصلية؟

مقالات أخرى للكاتب