Monday 20/01/2014 Issue 15089 الأثنين 19 ربيع الأول 1435 العدد
20-01-2014

إصلاح التعليم .. من أين يبدأ؟ حماية هيئة تقويم التعليم العام -5-

دفع الوطن ثمناً باهظاً من جهد مسئوليه وأرواح جنوده وتأخُّر تنميته لسيطرة الفكر المتشدد على تعليمنا لثلاثة عقود مضت بين فصيل إخواني صحوي، وفصيل يتعاطف مع الصحوة كي يتنفذ وينتفع.

وفقدت أجيالنا وبلادنا فرصاً عظيمة للتطور والتحديث واستثمار هذه الجموع اليافعة من طلائع الشباب في دعم سوق العمل بمواصفات منافسة تعجِّل بالاستغناء عن ملايين الوافدين من مهندسين وأطباء وأساتذة جامعات ومهنيين يسيطرون على الوظائف ذات الدخول العالية، ولم يبق لأبناء الوطن من خريجي الكليات النظرية إلا فتات الوظائف المساندة أو الاستسلام لفك البطالة القاتل.. ذلك أن الفكر الذي صاغ توجهاتهم كان يُعلي من قيمة الدراسة النظرية، بل وبعضهم يرى أن الدراسة الشرعية لا غيرها فرض عين!.

الأمر الجلل الذي يحتاج إلى التحرز، هو أن أكثر من سيطروا على التعليم ومفاصله المهمة - نساءً أو رجالاً - هم الآن في سن التقاعد لم يتبق إلا عام أو عامان عدا الذين عدّلوا قليلاً في ميلادهم حتى يبقوا أكثر، بعض هؤلاء يتقدمون للالتحاق في هيئة التقويم أو مستشارين في مكاتب صانعي القرار، ونحن نعلم مهام صنّاع القرار في وزارة التربية أو مهام هيئة التقويم التي ستوجد معايير لكل أركان العملية التعليمية، وستقوّم التعليم على أساسها مما يُؤذن بالعودة مجدداً إلى نقطة الصفر!!؟؟

كما أن هؤلاء سيقوّمون أعمالهم التي قاموا بها على طريقتهم وبنفس رؤيتهم وفكرهم، وسينطبق علينا المثل القائل: (يداك أوكتا وفوك نفخ).. فالدولة تضع المال وتتبنى كل أساليب التحديث.. لكن الوجوه هي هي تخطط ثم تنفذ وتسيطر على الثغور بتمديد أو تعاقد بعد التقاعد!!!!.

ثمة فجوة يجب أن تُردم بين طموح الدولة وبين ما يتحقق فعلياً على أرض الواقع، فالأجيال القادمة أمانة في أعناقنا والوطن وطن أبنائنا وأحفادنا، والتعليم هو المطبخ الذي تُعد فيه هوية الوطن ومستقبله.

اللهم هل بلغت.. اللهم فاشهد.

f.f.alotaibi@hotmail.com

Twitter @OFatemah

مقالات أخرى للكاتب