Tuesday 21/01/2014 Issue 15090 الثلاثاء 20 ربيع الأول 1435 العدد
21-01-2014

ها هم، اشرعوا الأبواب

من يتابع الساحة الشبابية ومنتجاتها الإعلامية والإبداعية والمهنية، سيشعر أنهم ليسوا منتمين لثقافة مجتمعنا. ولكي تشعر بالفارق، فما عليك إلاَّ أن تشاهد برنامجاً شبابياً على اليوتيوب، ثم تشاهد برنامجاً على إحدى قنواتنا، أو أن تطّلع على مدونة شبابية بمواقع التواصل الاجتماعي، ثم تطلع على صحيفة محلية. وهذا يبعث على الاطمئنان والتفاؤل، فالقنوات والصحف تنتمي لعصر آخر غير عصر هؤلاء الشباب المنتمين للمستقبل أكثر من انتمائهم للحاضر. إنهم يسابقون الزمن ليثبتوا ذواتهم، رافضين الرقابة المسبقة عليهم، ومتجاهلين الإملاءات الخطابية التلقينية الفوقية التي تحيط بهم. إنهم هم، وليسوا أحداً غيرهم.

لقد أصبح الفضاء الإعلامي والإبداعي، المقروء والمرئي، بوجود هذه المنتجات الشبابية المحلّقة، تقليدياً لا روح فيه ولا طعم له. وهذه الحالة تبشر بأن ثمة أجيالاً ستفرض نفسها وآراءها وصوتها وقناعاتها على المشهد كله، ولن يكون بمقدور أحد أن يمنعها من الظهور كما تريد هي أن تظهر.

فقط الذين يؤمنون بالتغيير المرحلي، التغيير الحتمي، يقبلون هذه المنتجات بصدر رحب، ويشرعون لها كل الأبواب. أما أولئك الذين يغرسون الأوتاد في سنوات مرحلتهم لكي تتجذر في الأرض ولا تتحرك شبراً واحداً، فإنهم يعملون ليل نهار، لكي يوقفوا هذه المسيرة الطبيعية، ولن يفعلوا. هم في قرارة أنفسهم يعرفون أنهم خاسرون في النهاية، لكنهم يطيلون المعارك، بقدر استطاعتهم، ليغنموا أكبر حجم من المكتسبات، قبل أن تدور الدائرة عليهم.

مقالات أخرى للكاتب