Wednesday 29/01/2014 Issue 15098 الاربعاء 28 ربيع الأول 1435 العدد
29-01-2014

جمعية رأس .. وليس (كومبارس) !

كانت الجمعية العمومية الأخيرة لنادي الاتحاد التي جرت لانتخاب رئيس للنادي هي المرة الأولى التي يتم فيها انتخاب رئيس وحده في تاريخ النادي من قبل الجمعية العمومية، حيث كان يتم عادة انتخاب المجلس بالكامل مع رئيسه. الانتخابات الساخنة كان بها جزئيات كثيرة يمكن الوقوف عندها والحديث عنها، وقد قمت بكتابة بعضها - من وجهة نظري - عبر تغريدات على صفحتي في تويتر، واليوم أود الحديث هنا وبتوسع عن جزئية مهمة ولأكبر شريحة من المتابعين، في موضوع لا يتعلق بنادي الاتحاد وحده وإنما يمكن أن يستفيد منه أيضاً أندية أخرى إذا ما مرت يوماً بالظروف نفسها أو قريباً منها، أو حتى في جمعياتها العمومية العادية، وعلى الأقل هي تجربة تستحق الوقوف عندها والتوسع فيها..

في جمعية الاتحاد الأخيرة لعبت مجموعة أو(جمعية قدامى لاعبي نادي الاتحاد) دوراً حاسماً في توجيه الكرسي وتنصيب الرئيس الجديد، بعد أن نجح إبراهيم البلوي في استمالتهم أو إقناعهم على أثر زيارة خاصة قام بها ليلة الانتخابات، فوحد انقسامهم الذي كان قائما، بعد أن لجأوا لتصويت داخلي خاص فيما بينهم بعد اللقاء به وعلى أثره توحّدت أصواتهم (حسب اتفاق مسبق فيما بينهم كأعضاء) بمنح أصواتهم حسب الأغلبية، فكانت بمثابة المرجح لكفة الرئيس الجديد، خاصة أن عدد الأعضاء الذين صوتوا يعد جيداً جداً.

ذلك التصويت أو المشاركة في تلك الانتخابات هو أول ظهور علني للجمعية - حسب علمي- في عمل يتعلق بالنادي، ويعد بمثابة (تجربة) حقيقية للعمل الصحيح الذي يقدم مصلحة النادي وينظر لمستقبله دون النظر لأي اعتبارات أخرى خاصة من النواحي الشخصية، وهذه التجربة رغم بساطتها يجب أن تكون بداية انطلاقة حقيقية وحضور عملي للاعبي النادي القدامى للعمل الرسمي داخل أروقة النادي باختيارهم ورغبتهم ونظرتهم.

جمعية قدامى لاعبي النادي - أي نادي- يمكن أن تكون أقوى جهة وأكبر جبهة وأوسع تنظيم (رياضي) وأقوى سلاح يحدد مسارات وأتجاهات النادي إذا ما تم الترتيب والتخطيط لذلك، بل إنها يمكن أن تكون (أداة) الانتقاء والاختيار ومعبر الوصول إلى مقاعد العمل في النادي بقليل من التنظيم والالتفاف حول بعضهم البعض، فاللاعبون القدامى جميعهم يمكنهم وبسهولة أن يكونوا (أعضاء) في الجمعية العمومية، والأمر لا يتطلب سوى الحصول على بطاقة (عضو رياضي) ومن ثم بمزيد من التنظيم يمكنهم جعل كل اختيارات النادي ومستقبله في أيديهم وليس غيرهم، ويكونوا بالتالي هم الأساس والرأس وليس مجرد (كومبارس).

كلام مشفر

- حتى يتحقق ما أرمي إليه لا يحتاج اللاعبون القدامى في الأندية سوى (تشكيل) جمعيتهم بالطريقة القائمة حالياً من قدامى لاعبي نادي الاتحاد والتوسع فيها بإشراك اللاعبين القدامى ومن أجيال متعددة في الألعاب الأخرى؛ السلة واليد والطائرة وتنس الطاولة إلخ إلخ.

ومن ثم الحصول على بطاقة عضو في الجمعية العمومية، وهي بسيطة جداً بالنسبة لهم، حيث إن زيارة قصيرة لمكتب رعاية الشباب يأخذ اللاعب مشهداً بالفترة التي كان فيها لاعباً في النادي فيحصل على بطاقة (عضو رياضي) ويسدد قيمة الاشتراك في السنوات السابقة ومن ثم يصبح عضواً في الجمعية له حق الحضور وحق الانتخاب والتصويت.

ولنتصور التنظيم البسيط لجمعية قدامى نادي الاتحاد (مثلاً) الذي لا يكاد يصل المصوّتين منهم إلى خمسين صوتاً (وكان اختيارهم حاسماً) نظم بشكل أفضل وجعل من أفكاره وأولوياته وتطلعاته ليس فقط المساهمة في اختيار من يقتعدون كراسي ومناصب النادي، وإنما سيكون بإمكانهم فرض أسماء منتقاة منهم لتولى مهام ومناصب وعضوية مجالس الإدارات.

والأمر ليس خاصاً باللاعبين القدامى، بل من وجهة نظري حتى غيرهم من أدوات العمل الرياضي الأخرى مثل الإعلاميين بإمكانهم (تنظيم) أنفسهم بشكل يشكل تكتلاً لمصلحة الأندية والرياضة.

بشرط أن لا يكون منبع ذلك الأشخاص ولا يكون من باب التبعية أو(أخوياء الأسماء) الذين تحدثتم عنهم الأسبوع الماضي، عندها سيكون حضورهم أقوى ووجودهم رسمي ونظامي ومشاركتهم قانونية ولا يخافون أو لا يسمعون عبارة (يا عسكري طلعوا بره) التي ظهرت في جمعية الاتحاد بشكل معيب ومقزم للإعلام ومنسوبيه.

قرعة بطولة كاس الملك بنظامها الجديد لم نشعر قبلها باشتراك الأندية الأخرى من (153) التي شاركت في تصفيات البطولة وليت البطولة تعيد لنا في السنوات القادمة حافز البطل ووصيفه أو حتى رباعي دور الأربعة في البطولة وعدم إشراكهم في النسخة التالية إلا من دور الثمانية كميزة وتحفيز إضافي لهم، تستحقه البطولة؟

مقالات أخرى للكاتب