Saturday 01/02/2014 Issue 15101 السبت 01 ربيع الثاني 1435 العدد
01-02-2014

للتخلص من الإرهاب يجب التخلص من بشار أولاً

انتهت المرحلة الأولى من مؤتمر جنيف دون أن يتحقق شيء يُذكر، ومرة أخرى يتأكد عجز الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وممثلها الأخضر الإبراهيم، فقد تبين من خلال جلسات المؤتمر أن ما تحقق فقط هو جمع الوفدين السوريين، وفد بشار الأسد ووفد المعارضة في غرفة واحدة، حاول من خلالها الإبراهيمي أن يوصل الوفدين إلى تبني توجه ينهي الأزمة، إلا أنه فشل حتى في تخفيف آلام السوريين الذين يلاقون حتفهم يومياً بسبب الجوع جراء الحصار الذي تفرضه قوات نظام بشار والميشيات الإرهابية التي تتحالف معه لقتل الشعب السوري. جلسات الغرفة الواحدة أظهرت أن وفد النظام أتى إلى جنيف من أجل تسويف المباحثات وإطالتها وتخريب أجندة المؤتمر، وإذا كان الوسيطان الدوليان الروسي والأمريكي قد صاغا مع الإبراهيمي برنامجاً للتفاوض في جنيف يقود إلى تكوين إدارة حكومية لا وجود لبشار الأسد فيها ومن تعاون معه في قتل السوريين، فإن وفد النظام حاول ومنذ اليوم الأول تغيير أولويات المؤتمر والانحراف بمساره بالحديث عن الإرهاب وأهمية القضاء عليه قبل أن يبحث أي شيء، مما يعني فرض أولويات الحل العسكري والأمني الذي ينتهجه نظام بشار الأسد نفسه. ومع أن الإرهاب وتفشيه وقدوم مليشيات إرهابية كان بسبب سلوك النظام وقيام جهات استخبارية له بتكوين هذه المليشيات والفصائل الإرهابية، وتوظيف علاقاته السابقة بها، إضافة إلى الاستعانة بحلفائه الطائفيين، هو الذي أدى إلى استحفال الأمر وتحويل الساحة السورية إلى أرض للصراع بين المنظمات والمليشيات الإرهابية، إذ شكل نظام بشار الأسد قطباً جاذباً كـ (المغناطيس) جلب كل الإرهابيين إلى سورية، وجميعهم لهم علاقات وتاريخ عمل سابق، فما يُسمى (داعش) يُعدُّ صنيعة للمخابرات السورية، وأنشئ وتوسع بمساعدة من النظامين السوري والعراقي. أما القاعدة، فالكل يعلم الروابط القوية بين نظام بشار والقاعدة الذين حظوا برعاية الملاذ الآمن والمرور عبر الأراضي السورية، وهو ما اشتكى منه حليفه الحالي نوري المالكي. أما النصرة فجميع قادته مدربون ومعدون في السجون السورية. والدليل على أن هذه التنظيمات الإرهابية والفصائل الإجرامية من صنع النظام هو عدم تهديدها أو الاشتباك مع قوات النظام، بل كل جهدهم موجه ضد الجيش السوري الحر وقوات المعارضة الحقيقية، وهم بذلك يكملون ما تقوم به المليشيات الطائفية من حزب حسن نصرالله والمليشيات الطائفية العراقية (أبو الفل العباسي) والحوثيين وغيرهم.

كل هذه التنظيمات الإرهابية من صنع وجلب نظام بشار الأسد، وهو ما يعرفه الروس والأمريكيون معاً، وإذا أُريد القضاء على الإرهاب فعلاً فيجب التخلص أولاً من نظام بشار الأسد الراعي الدائم للإرهاب والجاذب له ونشره، ليس في سورية فحسب بل في المنطقة العربية.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب