Sunday 02/02/2014 Issue 15102 الأحد 02 ربيع الثاني 1435 العدد
02-02-2014

حرمة المقابر

بعد هطول الأمطار الغزيرة على مدينة الرياض؛ نقلت بعض الصحف وقنوات التواصل الاجتماعي أخباراً وصوراً مؤسفة لمقبرة النسيم شرق الرياض! وتم تدشين «هاشتاج» ضم العشرات من الصور التي تبيّن مدى الضرر الذي لحق بالمقبرة. حيث بيّنت تلك الصور مداهمة السيول لمعظم القبور وغمرها بالمياه لدرجة إظهار اللحود في بعضها! وضعف الطبقة الأرضية في أخرى، وبعضها أحدثت فيه المياه تشققات وتجاويف كبيرة وصل إلى داخل القبر، فانتهكت حرمة الأموات. وبرغم وجود مشروع لتصريف السيول في الشارع الذي تقع عليه المقبرة ؛ إلاّ أنّ التصريف يبدو مسدوداً أو معطلاً!

ولئن قامت بلدية النسيم في الرياض بإصلاح وضع المقبرة؛ فإنّ شباب مدينة حائل حينما رأوا تقاعس البلدية؛ تطوعوا بإعادة دفن الجثث والحفاظ على حرمتها بعد مداهمة السيول للقبور، حيث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف (إنّ كَسْر عظْمِ الْميِّتِ كَكَسْرِهِ حيًّا).

* نشر أحد المواطنين بمحافظة بيشة مقطع فيديو لقطيعٍ من الإبل يرعى في مقبرة قرية «الحيفة» وباب المقبرة مقفل عليها. ويؤكد أنه شاهدها للمرة الثانية، وأنه صعد إلى فناء المقبرة، ففُوجئ بوجود أعلاف، مما يعني دخولها تعمُّداً من مالكها دون حسيب أو رقيب من مسئول. وفي الوقت الذي نشكر هذا المواطن الصالح؛ نتساءل أين المسئولون عن هذا الإهمال ؟ ونطالبهم بضرورة التدخل ومحاسبة مَن سمح بدخول قطيع الإبل في المقبرة ومعاقبة صاحبها متى ما تأكد صحة ذلك.

* تسلل خمسة أشخاص إلى مقبرة بمحافظة حفر الباطن لجمع نبتة الفقع «الكمأة» بين القبور! والمؤسف أنّ هؤلاء الأشخاص لم يكترثوا لحرمة القبور، حيث جمعوا كمية كبيرة من الفقع حتى تم توقيفهم من لدن دوريات الأمن وتحويلهم إلى الشرطة.

وهذه الحالة خارجة عن الإنسانية والحياء برغم اتساع الأرض وشمول الأمطار جميع المناطق وكافة البراري، إلاّ أنها ضاقت على هؤلاء الأرض فلم يقدّروا حرمة الأموات! وقد ورد في الحديث الشريف أنّ عمرو بن حزم قال: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئاً على قبر فقال: (لا تؤذ صاحب هذا القبر)، مما يدل على وجوب احترام الموتى وعدم إيذائهم.

حمى الله تلك الأجساد الطاهرة ورحم الله أصحابها، وجمعنا معهم في جنات النعيم.

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب