Monday 03/02/2014 Issue 15103 الأثنين 03 ربيع الثاني 1435 العدد
03-02-2014

محاصرة الإرهاب في سوريا

تستضيف ميونخ الإلمانية مؤتمراً دولياً سنوياً لمناقشة الأمن الإستراتيجي في العالم. هذا المؤتمر يحضره ويشارك في جلساته وتقدم من خلالها أوراق عمل ومداخلات من كبار الشخصيات الإستراتيجية والسياسية والأمنية، وتحرص الدول المؤثرة على حضوره والمشاركة فيه للاطلاع عن توجهات قيادات الدول ومعرفة تعاملها مع القضايا الدولية، وسلوكها السياسي والأمني.

هذا العام وكالعادة، شارك وزراء خارجية الدول الكبرى الخمسة الدائمة العضوية، كما شاركت إيران لأول مرة على مستوى وزير خارجيتها، فيما غلب مشاركة الدول العربية على الشخصيات الفكرية ومراكز الأبحاث والدراسات. وقد تميز مؤتمر هذا العام على الاهتمام بما يجري في المنطقة، وبالذات في سورية، حيث أصبحت (مستودعاً) للإرهاب، وساحة جذبت للعديد من الإرهابيين الذين أصبحوا يتجهون إلى أماكن الاضطراب. وبما أن الأوضاع في سورية قد حولت البلاد إلى منطقة جذب بسبب انفلات الأمن وعدم وجود سلطة قادرة على السيطرة وضبط الأمن، فقد توجه الإرهابيون إليها لتنفيذ مخططات القوى والجهات التي أنشأت منظمات الإرهاب والتي تمولها وتصرف عليها وتوجه تحركاتها.

في ميونخ لم تخف الدول الأوروبية وبالذات فرنسا وألمانيا وبريطانيا خشيتها من توجه العديد من شبابها خصوصاً المنتمين إلى الطبقات المهاجرة والمولدين في تلك البلدان، فقد رصدت الأجهزة الأمنية والمختصة بمكافحة الإرهاب أن الساحة السورية أصبحت جاذبة لهؤلاء الشبان الذين يخضعون إلى استهداف مركز من منظمات ما يسمى بالجهادية والتي تركز عملها على أبناء المولدين من الآسيويين والأفارقة والعرب في فرنسا وألمانيا وبريطانيا، ويسهلوا وصولهم إلى سوريا للانخراط في الفصائل الإرهابية وخصوصاً تنظيم القاعدة وفروعه، داعش وجبهة النصرة، وتخشى الدول الأوروبية أن يعود هؤلاء الشبان إلى البلدان التي ولدوا فيها ليشكلوا نواة لمنظمات إرهابية تدمر الأمن والاستقرار في الدول الأوروبية، من ثم يشكلون امتداداً لتنظيم القاعدة.

خبراء مكافحة الإرهاب وقادة الأجهزة الأمنية الأوروبية يعرفون أن بقاء نظام بشار الأسد يُعدّ جاذباً للمنظمات الإرهابية، ولذلك فإن استمرار هذا النظام سيوفر أماكن آمنة لإقامة معسكرات تدريب للإرهابيين يشكلون تهديداً مستمراً ليس لأوروبا فقط، بل ولجميع الدول القريبة من سورية والمجاورة، ولذا فإن من المتوقع أن يكون من حضروا مؤتمر ميونخ قد درسوا سبل إنهاء الوضع الشاذ في سورية بمساعدة الثوار للقضاء على نظام بشار الأسد المشجع على نمو الإرهاب والجاذب له.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب