Sunday 09/02/2014 Issue 15109 الأحد 09 ربيع الثاني 1435 العدد
09-02-2014

كيف حدثت المعجزة؟!

في أعراف ونواميس كرة القدم، لامستحيل.. ولاسيما في حالات تكافؤ الفرص بين المتبارين، سواء من حيث المعطيات والمقومات الفنية والعناصرية، أومن حيث الإدارة القانونية (التحكيم).. حينئذ لا مستحيل ولا هم يحزنون.

** ولنا في مجريات وأحداث ومخرجات مباراة نهائي كأس سمو ولي العهد بين الهلال وشقيقه النصر أقرب مثال.. فقد كانت ثمة الكثير من فرص التكافؤ الفني والعناصري بين الفريقين، في حين سقط العنصر التحكيمي سقوطاً أفضى إلى ما آلت إليه النتيجة.. ولكي نكون أكثر إنصافاً وقرباً من المنطق، لابد لنا من الاعتراف بأن الأخطاء التحكيمية إنما هي إحدى سمات كرة القدم ماضيا وحاضراً ومستقبلاً.. وأن الفَرق إنما يكمن فقط بين من يتقبلها لصالحه هنيئة مريئة، ويستنكرها ويرفضها بكل حيثياتها عندما تصب في صالح غيره، ولا بأس من إقامة المناحات وحفلات اللطم!!.

** لنعد إلى مضمون العنوان أعلاه: كيف حدثت المعجزة؟!.

** فأقول: لست أنا من رأى في حصول الفريق الأصفر على البطولة على أنها معجزة.. فالنصر فريق بطولات، تَقِلّ أو تكثر، هذا ليس موضوعنا.. ولكنهم النصراويون هم من وضعوا هذا الحدث في إطار ومصاف المعجزات، نادرة الحدوث.. إذن فلنعتبرها معجزة مثلهم، ولا حرج في ذلك فالمثل المصري يقول (اربط الحصان مطرح ما يحب صاحبه).. ولكن، وبناءً عليه، يظل السؤال القائم:

** لماذا هي معجزة.. وكيف تحققت؟!.

** هل لأنه النصر.. أم لأن اللقب قد جاء بعد السنين العجاف الطوال.. أم لأنه تحقق من أمام الزعيم.. أم لأن (الجابر) وما أدراك من هو الجابر بالنسبة لهم ولغيرهم، هو من يتولى قيادة الأمور الفنية للهلال..؟!!.

** النصراويون - وهذه حقيقة - نجحوا نجاحاً باهراً في كثير من مشاريعهم خارج الملعب.. فقد استطاعوا (تدجين) الجهات ذات الشأن والعلاقة والتأثير، وطوعوها لتكون عوناً لهم في سائر أمورهم.. واستطاعوا أن يضعوا الإعلام المرئي بشقيه الرسمي والتجاري، فضلاً عن نسبة كبيرة من الإعلام المقروء (تحت آباطهم) بشكل غير مسبوق.. ذلك الإعلام الذي أخذ على عاتقه مهمة تحويل الحدث من مناسبة موسمية درجت معظم أنديتنا على التشرف بنيلها أو المنافسة عليها.. إلى حدث إعجازي.. وهو ما أكّده وكرس له الإعلام من خلال تعاطيه الطاغي، رغم أن البعض من الفرق التي حققتها تقبع الآن في غياهب الدرجة الأولى، وهذا ليس انتقاصاً منها أو من قيمة المنجز، ولكن للتذكير فقط!!.

** أما كيف حدثت المعجزة، فلأن الإعلام الذي ذكرنا آنفاً قد كرّس كافة طاقاته منذ بداية الموسم للعمل على إقناع وتهيئة الشارع الرياضي كي يسلم مسبقاً بحتمية (تكويش) الفريق الأصفر على الأخضر واليابس.. وذلك من خلال الدعم والتركيز العالي على الرفع من روح الفريق، علاوة على إقناعه صراحة بأن كل الأمور مهيأة وممهدة له بما فيها الطريق إلى المنصة.. حتى وإن تسنى ذلك بواسطة صافرة (معوجّة) أو أخرى (لا تهش ولا تنش)، أو كانت (أعجمية مرتعشة) منتقاة بعناية.. في مقابل التركيز المستمر والمسبق على بث الرعب وتكريس اليأس والروح الانهزامية في أوساط ونفسيات الفرق المقابلة من خلال الإيحاء بأنها ستلاقي إعصاراً لا قِبل لها به وبالتالي فإن عليها التسليم بالأمر الواقع طوعاً أو كرهاً.

** ما تقدم لا يلغي حق فارس نجد علينا بأن نبارك له بطولته التي تحققت، والأخرى التي تتهادى باتجاهه، وربما الثالثة التي تنتظر لحظة الانطلاق.. وبخاصة إذا سارت الأمور على المنوال الذي سارت عليه في مشواري الدوري والكأس، ولاسيما وقد عمل وأعَدّ لها جميعها الكثير داخل الملعب وخارجه.

شوارد:

** يستاهل برنامج (كورة) ومقدمه.. أن يحظى بأكثر من أن تُقدم له الكأس هدية مقرونة بالتهاني والتبريكات، نظير مجهوداته الجبارة!!.

** كما كذبوا في مسألة تحويل الخلاف بين اللاعب الذي ركل (الثرمس) احتجاجاً على عدم إشراكه كبديل من قبل المدرب، وعلّقوها على رقبة الحكم الرابع زوراً.. وكما كذبوا من خلال التقوّل على رئيس لجنة الحكام في مسألة من الأكثر تضرراً من الأخطاء التحكيمية.. وكما كذبوا، وزوروا، وتقوّلوا على حكم مباراة العروبة حيال (ساحقة) دلهوم.. هاهم يكذبون ويزورون في أصوات أصحاب الآراء القانونية الذين قالوا بصحة جزائية (السلوفيني).. بل لقد ذهبوا إلى أبعد من ذلك حين نزعوا الجنسية عن البعض منهم في سبيل تمرير الأكذوبة.. ناهيك عن الاعتداد بآراء من ثبت بالدليل بأنهم من ساقطي العدالة وبالتالي فساد شهادتهم!!.

** الكذب بضاعة (وضيعة) لا يتعاطاها سوى الوضيع، والبناء عليها لابد أن ينهار حتى وإن بدا أكثر إتقاناً.

** لكثرة ما تابعت واحترمت ووثقت بآراء خبيرنا التحكيمي الأستاذ (عبد الرحمن الزيد) حيال الأخطاء التحكيمية.. لذلك أصبحت لديّ بعض الشكوك من أنه ربما يتعرض لشيء من الضغوط لكي يجامل في تقييمه لبعض الحالات من باب (سدّدوا وقاربوا) مثل جزائية شراحيلي.. غفر الله لنا وله.

المعنى:

(لكل زمان دولة ورجال).

مقالات أخرى للكاتب