Tuesday 11/02/2014 Issue 15111 الثلاثاء 11 ربيع الثاني 1435 العدد
11-02-2014

ذكرى التي لا تغيب

فاصلة:

(الحب يتحدث حتى بشفتين مقفلتين)

حكمة عالمية

لكثرة ما سمعت عن فراق الأم لابنتها وحزنها ليلة عرسها تلبستني حالة من الحزن قبل أيام من زفاف ابنتي «ذكرى» إلى عريسها «عبدالرحمن السويّح».

شعور يشبه شعوري ليلة عرسي.. الشعور التي لا تعرف المرأة معناه لكنه يبدو خليطاً من مجموعة مشاعر متناقضة فرح وحزن وترقب وانشغال.

الموعد يقترب لليلة العمر التي ستكون فيها ابنتي عروساً وأنا أسائل نفسي: كيف ستمر الليلة؟ وهل سأتوقف عن البكاء وأنا التي يهز مشاعري صورة أي عروسين في ليلة عرسهما وأراقب مشاعر أم العروس وأتعاطف مع مشاعرها؟

عندما زُفّت «ذكرى» إلى عريسها كانت لحظة مختلفة استطعت أن أعيشها بكل ما فيها من مشاعر جميلة وأنا أرى ابتسامتها وابتسامة عريسها تنثر طاقات الفرح في كل ما حولهما. في لحظة واحدة مرّ شريط ذكرياتي مع أول فرحة منحني الله إياها حين رزقني بـ»ذكرى»، فالطفل الأول له ذكريات مختلفة وكأن له ذاكرة خاصة بمفرده.

و»ذكرى» لم تكن ابنتي البكر بل صديقتي الصغيرة التي كنت أستشيرها وهي طفلةوأتوسم في تفكيرها البكر الطبيعي كل إبداع.

«ذكرى» التي لطالما كانت معي في محطات حياتنا مساندة وداعمة ومخططة ببراعة لكل التفاصيل الشائكة.

وحينما انتقلنا إلى مانشستر للدراسة استطاعت «ذكرى» أن تتفوق في دراستها وفي ذات الوقت تشاركني تفاصيل حياتنا لأنها كانت تحمل إرادة من حديد.

كل هذا الشريط مرّ أمامي في ثانية حين أغمضت عيني لأراها بين جفني طفلة صغيرة أحضنها في أول مرة ارتفعت درجة حرارتها وكان عمرها سبعة أشهر، وهي اليوم شابة أنهت دراستها للماجستير وتقف على أعتاب حياة جديدة ملؤها الأمل والطموح.

إلى كل أم اقترب زفاف ابنتها أقول لها: عيشي الفرح، عيشي اللحظة؛ لأنها بالفعل لحظة فرح صافية وشعور عميق بالراحة حين تركت لابنتك أن تختار حياتها القادمة بملء إرادتها.

nahedsb@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب