Friday 21/02/2014 Issue 15121 الجمعة 21 ربيع الثاني 1435 العدد
21-02-2014

العنصر المفقود.. في ثنايا أحاديث مديري فروع جسفت

حدث هذا عندما كنت ضيفًا في ملتقى جسفت الأول ولمن لا يعرف جسفت وفروعها من القراء هي الجمعية السعوديَّة للفنون التشكيلية ولها فروع في بعض مناطق بالمملكة، كنت ضمن كوكبة من الفنانين بالحركة التشكيلية السعوديَّة ومديري فروع جسفت كنا نلتقي في المساء ونتبادل أطراف الحديث عن الحركة التشكيلية، هَمُّنا الأول ، وإن لم يكن همَّنا الوحيد ، كانت لقاءات المساء أشبه بصالون ثقافي فني، كان ثريًّا بثراء السَّماء وبريق نجومها.

ورغبة مني في فهم وتوجُّهات إخواني مديري الفروع أخذت أنصت لهم كتلميذ يستقي من معلميه حتَّى ازداد علمًا وفهمًا لغايتي المنشودة وهي فهم فلسفة الفن فانقسمت الآراء حول مهام كل فرع وما هي الأهداف المراد تحقيقها، فمنهم من يَرَى أن مهمته كمدير للفرع تقتصر على إيجاد معارض تشكيلية وورش فنيَّة فقط ممتدحًا ما قام به في الفترة السابقة، وآخرون يرون في مهمتهم الأولى الاهتمام بالنَّشء هي الخطوة الأهم أو بالمواهب ليس إلا، فالمستقبل للجيل القادم وغيرهم يَرَى أن مهمته تقتصر على إيجاد أماكن للعرض وحسب والباقي تكون على الفنان بذاته والأخير أشار إلى أن اللوحة التشكيلية لها قيمة مادية، وهذا المبدأ هو أساس للاستمرارية في العطاء لدى الفنان التشكيلي ولا بُدَّ للفرع أن يعمل من هذا المنطلق.

وبعد أن أخذت أتأمل هذا الخبط واللبط من تلك المداخلات التقليدي منها والجميل وغير ذلك شعرت بشيء من الخوف نتيجة لما تبادر إلى ذهني من الصورة الأخرى التي كانت عليها الفنون التشكيلية في جمعية الثقافة والفنون وكأن الدائرة تدور حول محورها فلا جديد منذ أربعين عامًا لدى جمعية الثقافة واليوم مع تبدَّل الأدوار لم أجد جديدًا لدى مديري فروع جسفت فكل منهم يغني على ليلاه مما ينبغي على المركز الرئيس إيجاد آلية أكثر تطويرًا لمفهوم هؤلاء ويَتمُّ تعميمها ومتابعة تنفيذها.

لم يذكر أحد لماذا تأخرت الحركة التشكيلية السعوديَّة عن ذويها بالوطن العربي ولم يبعثروا اخفاقات جمعية الثقافة حتَّى نبدأ من حيث توقف الآخرون ولم يساءلوا ذواتهم لماذا منذ أربعين عامًا ونحن ورشة معرض دورة وما زلنا ورشة معرض دورة ماذا بعد ذلك..؟ لا أحد يسعى جاهدًا لإيجاد العنصر المفقود ويتبنى النقاد من الأجيال القادمة ليقوموا المنجز التشكيلي من حيث القدرة الفنيَّة والفكرية، ففقدان الناقد لدينا هو أحد أسباب حبو المشهد التشكيلي بالمقارنة في الجوار.

الشاهد هنا أن الثقافة التشكيلية ترتكز على ثلاثة هم: الفنان أيّ اللوحة والإدارة أيّ المدير المحنك والناقد أيّ المقوم لكل ميلان كما في المسرح النص المسرحي والفنان والمخرج فمن الطّبيعي إذا فقد أحد هذه العناصر يكون المنجز مشوهًا إلا ما رحم ربك واشتغل على ذاته.

jalal1973@hotmail.com

twitter@jalalAltaleb - فنان تشكيلي

مقالات أخرى للكاتب