Friday 28/02/2014 Issue 15128 الجمعة 28 ربيع الثاني 1435 العدد
28-02-2014

آفة التشكيليين منهم وفيهم

ابتليت الساحة التشكيلية بمن أصبحوا آفة، دفعوا بها في مختلف مراحل عمرها إلى التخبط والإحباط كادت بهذا التصرف تشويه صورتها عند المسؤولين وعند الرعاة الذين تؤمل منهم هذه الفنون الكثير.

فمن أولئك البعض من التشكيليين (الآفات) من يسعون في مجالسهم أو اجتماعاتهم إلى التهميش ومحاولة تفرقة الشمل لهذا الطرف أو ذاك بالنميمة والغيبة يمررون فيروساتهم المريضة من خلال أبواق من صنعهم يستغلون لها في بعض فئات المجتمع التشكيلي من السذج أو المغفلين أو من يشابه فكر أولئك المصادمين اكثر منهم منافسون، لا يقبلون نجاحات الآخرين ولا يقدرون على مجاراتهم، يعطون نظراءهم من طرف اللسان حلاوة والله أعلم بما تخفيه الصدور.

أما الآفات الأخرى فيمكن معرفتهم من خلال ما ينشر لهم بين حين وآخر من مقالات في الصحف أو صفحاتهم في الإنترنت، ليعرف ما فيها من العجب العجاب، فهم تارة ينتقدون المؤسسات المعنية بالفنون وتطالبها بدعم الفنون التشكيلية، ومع انه مطلب مشروع لكنه لا يطرح أو يقدم على طبق غير (نظيف) يمثله سوء اختيار العبارات أو الجمل، وتارة أخرى وهي الأكثر والأشمل فيما يتطرق إليه هؤلاء، لنهش جسد ساحتهم، ولكم ان تعودوا إلى مراجعة سلسلة تلك الكتابات لتتعرفوا على ما اصاب الساحة منهم من تهويل ومبالغة في التقليل من إنجازاتها، مع انهم وصفوا بالمؤرخين لها.

لم تتوقف أقلامهم عن السعي لإحباط ما لم يحققوا مثله أو مديح ما يرجون رضاه والأمل في أن يجدوا منه تكريماً أو دعوة أو طلب مشاركة، لا تخرج من أي مقالة من تلك المقالات بشيء يعود للساحة بالرأي أو دعمها بفكرة بقدر ما يضعون انفسهم المنظرين دون حلول.

تحدثنا انا وأحد الأصدقاء من غير التشكيليين حول هذا الموضوع وكان ينظر لواقعنا من خارج دائرتنا، ولهذا كانت رؤيته أصدق وأكثر تحليلاً، حيث قال، (إن آفاتكم بالتشكيليين في بطونكم) بمعنى أننا المتسببون في فساد حالنا لأكلنا لحوم بعضنا دون أي عمل مشترك وتعاون أو التفاف حول مشروعنا التشكيلي، تحليل مختصر وحقيقي، ولكل من يرى العكس عليه ان يجلس مع احد التشكيليين ويطرح له مشروعاً يخدم الساحة ليستمع لرد الفعل وكيف يفصل الساحة ولا يبقي صالحاً فيها سواه.

وموقف آخر كان لي مع رجل أعمال أعرف اهتمامه بالفنون التشكيلية فالتقيت به من اجل دعم لمشروع تشكيلي شبابي يقام في جمعية التشكيليين فأشار إلى ان ما يكتب من مقالات عن الفن التشكيلي، (محدداً أسماء الكتاب).. لا تصب في مصلحة الفن.

أما ختام القول فهو فيما دار بيني وبين مسؤول كبير (جداً) حيث قال.. (انكم يالتشكيليين شاطرين في الحش ولهذا لا نجدكم في مشروع متكامل.. مضيفاً (كادت حالكم التي لا تسر.. ان تتسبب في وأد جمعيتكم.

monif.art@msn.com

فنان تشكيلي

مقالات أخرى للكاتب