Friday 07/03/2014 Issue 15135 الجمعة 06 جمادى الأول 1435 العدد
07-03-2014

الجبيل وينبع رمز الصناعة السعودية

كل مواطن سعودي، يشعر بالفخر والكبرياء، عندما يلحظ هيئة صناعية وطنية ناجحة وبامتياز ويشعر بالفخر عندما يشاهد مواطن فذ يقودها، وشبابنا السعودي يأخذ طريقه في صناعة القرار الاقتصادي والاستراتيجي، ويشعر بالارتياح .... والإعجاب عندما يشهد بأن الإشراف على هيئة صناعية بهذا الحجم، وتنظيم مؤتمراً كان غاية في الدقة والاحتراف والمهنية، وفي الأهداف المحددة، بعيدا كل البعد عن مؤتمرات الصور والدعاية الاعلامية.

ولهذا فإن القرار الاستراتيجي عام 1396ه بإنشاء الهيئة الملكية للجبيل وينبع كان صائباً ورائعاً وموفقاً، وكان أحد الأهداف التي وضعتها الدولة - أعزها الله - لدعم التنمية الصناعية في المملكة من خلال تخصيص آلاف المليارات، وملايين المساحات، وتهيئة المناخ الملائم لاستقطاب رؤوس الاموال المحلية، والاجنبية، للاستثمار الصناعي في السعودية، وتنويع مصادر الدخل، لتخفيف حدة الاعتماد على النفط.

قبل أيام وتحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله - افتتح الامير سعود بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع أعمال منتدى الصناعات التحويلية في مدينة ينبع الصناعية والمعرض المصاحب له بمشاركة أكثر 500 خبير، و40 راعيا و50 عارضا، ويعد المنتدى الثالث للصناعات التحويلية الذي تنظمه الهيئة، بالتعاون مع مجموعة (BME) العالمية.

كان هناك احترافية في التنظيم، والاداء والتقديم، ورقي في التعليم المهني، تم خلاله تبادل الخبرات التقنية والحديثة، وتمكن المشاركون من عرض منتجاتهم في المعرض المصاحب للمؤتمر، وعززوا أهميتها الصناعية، ودعوا للاستثمار في الصناعات التحويلية، والمنتجات الاستهلاكية، وحرصوا على اللقاء وجها لوجه لتطوير منتجاتهم، والمنتجات الصناعية بصفة عامة.

نمو حجم الاستثمار الصناعي بالمملكة يزيد عن 800 مليار ريال، فضخامة الاستثمار ونوعية المنتجات سواء النفطية أو البتروكيماوية، ومشروعات ارامكو وسابك، والتصنيع وصدارة وكيان السعودية، وغيرها من الشركات الاخرى باستثماراتها الضخمة، كل هذه المعطيات تجعل من المملكة واحدة من أبرز الدول في مجال الاستثمار الصناعي، وتجسد اهتمام المملكة في هذا المجال وتفعل دور الصناعات التحويلية المتوسطة، والصغيرة في الناتج المحلي، والذي سوف يساهم في رفع مشاركة الهيئة الملكية من 10 % من الناتج المحلي الى نسب مضاعفة بأذن الله.

حضر المنتدى الكثير من المسؤولين يتقدمهم الأمير فيصل بن سلمان امير المدينة المنورة، ووزير البترول، ورئيس الموانئ ورؤساء الشركات المحلية والأجنبية، وسعدت بالمشاركة ومعرفة الكثير عن الهيئة الملكية في ينبع عن قرب، والاطلاع على انجازاتها العظيمة، ومؤتمرها الذي سعى إلى جذب الاستثمارات الاستراتيجية والصناعية الحديثة، لدعم التنوع الاقتصادي، وتهيئة الاعمال للشباب السعودي، والاجيال القادمة، وخلق بيئة صناعية راقية، ومزيداً من فرص العمل لأبناء الوطن وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.

اندهشت بما شاهدته من لمسات فنية وإبداعات شبابية وطنية، وأعمالا مذهلة في مدينة ينبع الصناعية، وفي المؤتمر، وطريقة اختيار موضوعاته وفن إدارته، فهذا لم يأت من فراغ، بل نتاج افكار راقية ومهنية عالية، وجهد جبار، وعمل متواصل من القائمين على أعمال الهيئة، والمؤتمر حيث حرصوا كل الحرص، على أن يخرج المؤتمر بهذا المستوى المشرف، والذي يعكس الوجه المشرق لينبع الصناعية، مما جعل الهيئة فريدة من نوعها في عملها وتعاملها، هدفها هو تطوير الصناعة في السعودية.

نحن هنا نطالب بمزيد من الدعم الحكومي اللامحدود لميزانية الهيئة الملكية، وتحفيزهم بالتمويل والتسهيلات المالية الحكومية والمصرفية، وإزالة جميع العقبات أمامهم، للتوسع في الاستثمارات الصناعية، بما يفتح افاقاً، وفرصا استثمارية واعدة، من شأنها أن تسهم في نمو الصناعة في ينبع وجميع مناطق بلادنا، وحل مشكلة البطالة، ونأمل أن يكون هناك دعما ماليا خاصا للمجلس البلدي لمدينة ينبع، لتحسين البنية التحتية لوسط مدينة ينبع حتى تكون واجهة جميلة لزوارها.

سعدنا باللقاء وخاصة بأهل الخبرة والاختصاص، وبما شاهدناه من حسن تنظيم، وترتيب رائع للهيئة وللمؤتمر، الذي اثلج صدورنا، وهو بلا شك جهد تستحق الهيئة الشكرعليه ، وعلى رأسها رئيسها الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود صاحب الخلق الرفيع، والشخصية الفذة، التي اتسمت بحسن القيادة، والشكر موصول لجميع العاملين من أبناء الوطن في الهيئة الملكية في ينبع على متابعتهم، وحرصهم الدائم على تلك الإضافات والابداعات المتميزة والمثمرة.

Ahmed9674@hotmail.com

مستشار مالي - عضو جمعية الاقتصاد السعودية

مقالات أخرى للكاتب