Tuesday 11/03/2014 Issue 15139 الثلاثاء 10 جمادى الأول 1435 العدد
11-03-2014

دماء المسلمين مرفوضة!!

في وقفة إنسانية جميلة نظّم أعضاء الجمعية الإسلامية في مدينة لينز بالنمسا حملة للتبرع بدمائهم، إلا أن مستشفىً تابعاً للصليب الأحمر فاجأهم برفض استقبال عينات الدم! بل وتلقوا عبارات لاذعة من إحدى الطبيبات مفادها: (إن المستشفى لا يقبل دماء المسلمين)! وكان من ضمن المتبرعين أتراك وسعوديون وعرب آخرون.

وتقدم المسؤولون في الجمعية برفع شكوى ضد الطبيبة لمدير الصليب الأحمر في المدينة، أكدوا خلالها إهانتهم ومعاملتهم بعنصرية! وفي حين قدّم مدير الصليب الأحمر اعتذاره للمسلمين، إلا أنه برر رفض الدماء بإمكانية وجود فيروس التهاب الكبد الوبائي (ب) المنتشر في تركيا وبين المهاجرين العرب!

ومع التفهم التام لحرص المستشفى على نقاء الدماء والعناية التامة بجمع الكميات الخالية من الأمراض؛ إلا أن الأسلوب الذي اتخذته الطبيبة غير لائق أبدا! وكان جديرا بها فحص عينة من الدم لكل شخص، وبعدها يمكن قبول التبرع أو التخلص منه بطريقة مناسبة، جبرا لخاطر المتبرعين النبلاء! وحتما لن يشكِّل هذا الدم الضئيل من أعضاء الجمعية الكرماء شيئا أمام الدماء التي أهدرها المسلمون في حياتهم!!

والحق أن تصرف الطبيبة لا يخرج عن مفهوم العنصرية البغيضة التي أصبحت أيقونة قبيحة وعلامة دميمة وقواطع حادة تقضم نسيج الإنسانية في كل مكان وعلى مر الزمان!!

ولئن كانت بلادنا وبلاد المسلمين كافة لا تخلو من العنصرية البغيضة؛ فإن تصنيفنا من دول العالم الثالث هو عذرنا، فما بالك بالنمسا إحدى دول الحضارة التي تتنفس المدنية والفكر الناضج والتطور المشهود؟!

والواقع المرّ هو أنه مهما تعددت المسميات والمفردات؛ بيد أن نظرية العنصرية واحدة هنا وهناك، ومفهومها واحد هو التفرقة والتمييز والتحيز لعرق دون عرق ولمعتقد دون آخر بجهل أو بسوء نية عبر جدلية لن تنتهي طالما لم تكن الإنسانية هي الرابطة السامية التي تنضوي البشرية تحت سمائها وفوق أرضها، بعيدا عن اللون والعرق والمعتقد والطائفة والمذهب!!

وفي حين يكون التنوع الإيجابي عنصر قوة ودعماً للإنسانية عامة وهو مطلب حميد ومرغوب، إلا أن الفرقة والتصنيفات تؤدي إلى التمييز العنصري المقيت، وهو ما يقود إلى التصادم، ويؤدي إلى الكراهية، ويفضي للبغضاء بين الشعوب التي ستظل دماؤها حمراء وأسنانها بيضاء مهما تخيل بعضهم تميزه بلون أزرق يجري في عروقه ويضفي عليه قداسة خرافية!!

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب