Tuesday 22/04/2014 Issue 15181 الثلاثاء 22 جمادى الآخرة 1435 العدد
22-04-2014

هل أصبح اتحاد الكرة خصماً للشباب؟

قد يكون السؤال على غرابته إلا أنه مبرر خصوصاً ونحن نشاهد بعض الأمور هذه الأيام والتي يفسرها الشبابيون ضد فريقهم.. فمثلاً رئيس الاتحاد الأستاذ أحمد عيد يتجاوز كل من صرح في الوسط الرياضي.. ويذهب ناحية البلطان ليرد مع أن الأصوات تعالت من أكثر من رئيس.. ومد التصريحات علا حتى وصل أعلى موج.. اتهامات بالذمم.. وتطاولات على حكم.. بل وحتى وصل إلى أدهى من ذلك فعم وطم.. لكن وحده البلطان ناله من الحب جانب.. فصوب رئيس الاتحاد سهام رده ناحيته.. بل ونزع صفته الاعتبارية كرئيس لنادي الشباب.. وهو ما أغاظ الشبابيين وضاق به ذرعاً الرئيس الشبابي فرأينا ردة فعله بآخر تصريح.. وحديثه بحرقة بعد لقاء الاتفاق كما لم يتحدث من قبل.. العجيب أن تحذير البلطان لرئيس الاتحاد من مغبة نزع الصفات الاعتبارية هناك من فسره على غير محمله.. وكأنهم يريدون إضرام النار.. وتأليب الرأي العام.. لكن معرفة أولئك السابحين في سوء الظن يغنيك عن البحث عن أهدافهم.. فهم ذاتهم من كواهم الليث بالملعب وألجمهم البلطان خارجه.. ومثل أولئك لا تنتظر منهم إنصافاً.

أما بقية لجان الاتحاد فهي على ذات درب الضدية مع الشباب تسير.. فلجنة الحكام ولن أعيد ما قيل في استفزازها للشبابيين بتكليف مرعي حكماً رابعاً.. لكني أتساءل عن سبب رفضها القاطع للإتيان بحكام أجانب للقاء نصف نهائي كأس الملك.. وهو الأمر الذي كاد الليث يدفع ثمنه، حيث تعرض مرماه لهدف ثان اتفاقي من تسلّل واضح لم ترصده راية الحكم المساعد.. وبعيداً عن الدخول بالذمم.. أقول: لماذا يحرج حكم درجة ثانية بقيادة مباراة مصيرية وحساسة كتلك؟!

أما لجنة المسابقات فحدث ولا حرج.. تخيّلوا الشباب يلعب مع النصر في كأس الملك يوم السبت ليلتقي الجزيرة في آسيا يوم الثلاثاء.. ثم ينتصر على الاستقلال في الرياض يوم الأربعاء.. ليصارع الاتفاق بالدمام يوم الأحد الفائت في ذهاب نصف نهائي الأبطال.. ويغادر بعدها للإمارات لينازل الجزيرة يوم الأربعاء.. ليهرول راجعاً للرياض استعداداً لمواجهة الإياب مع الاتفاق الأحد القادم.. وربما لو انتصر فسيلعب النهائي يوم الجمعة التالي.. أي جهد بدني مطلوب من لاعبي الشباب وذات الأمر أو قريباً منه لدى لاعبي الاتحاد؟.. أين تكافؤ الفرص يا لجنة المسابقات؟ أين هي المساواة والعدالة بين الشباب والاتحاد من جهة.. والاتفاق والأهلي من جهة ثانية.. أيعقل أنه بالكاد يتنفس لاعبو الليوث والنمور كل يومين أو ثلاثة وهم من سيلعبون 5 مباريات حاسمة في 15 يوماً فقط؟! في حين سينعم فريقا الاتفاق والأهلي برئتين ممتلئتين من الهواء بسبب الراحة التي تتجاوز الأسبوع؟!

أما لجنة الانضباط فيكفيني الإشارة إلى عقوبته لفرناندو جراء حركته بيده، حيث امتد الإيقاف لخمس مباريات منها أربع عقوبة انضباطية وتغريمها للبلطان في تصريحه الشهير بعد كارثة مرعي.. في حين وجدناها بالمقابل وكأن على رأسها الطير أمام تصريح الفيلم الهندي وتصريحات الدفع الرباعي وتحديات اللجان وبيانات تجاوزت كل القوانين والأعراف.. فهل يا ترى يُلام الشبابيون بعدئذ عندما يشعرون، بل يصرخون بوقوف الاتحاد ولجانه ضدهم؟!

الثلاثة الكبار

أجمل ما في الحقيقة أنها تظهر.. مهما علاها غبار الزمن.. وتجاهلتها أفهام البشر.. لا بد يوماً لشمس الحقيقة من بزوغ.. وعندها تنجلي بعدئذ غيوم الميول.. وتنحسر فيضانات التعصب.. وترسو الكلمة الصادقة على شاطئ الأمان.

قالها الرئيس الشبابي ذات تصريح: الكبار ثلاثة.. ثم مضى.. استوضحه المتعقل فأجاب: أعني الأداء الفني داخل الملعب ومصافحة البطولات بالمنصة.. أما المتعصب فقذفه بوابل من الشتائم.. وأمطره المدرجان الأصفر والأخضر بسيل من التجاوزات.. لم يعرْ -صاحب المقولة - أولئك أدنى اهتمام.. ومضى في طريقه يمضي في سجل البطولات توقيعه مع فريقه كل عام.. غير عابئ بثلة لم تستوعب ما قال.. أو لم تكن ترغب باستيعابه لأنه يكشف سوأتهم في البطولات وما وصل بهم الحال.

مضت الأيام.. وتبدلت الأحوال.. وأفطر الصائم بعد أعوام.. بل التهم النصر من أطباق البطولات ما لذّ وطاب.. عندها لم نرَ حرجاً لدى رئيس النصر وهو يعترف ضمنياً بصحة مقولة رئيس الشباب.. قالها الأمير فيصل مع بتال: التنافس على البطولات طوال الأعوام العشر كان شباب وهلال واتحاد.. أوجز الرد فأفاد.. وألجم بحديثه أصحاب الشتائم ورافضي الحقيقة قبل سنين.. ليؤكد ما ذهب إليه الأستاذ خالد البلطان.. وما رُفض وقتها لا لشيء سوى عمى الألوان.. جيدٌ أن تصل ولو متأخراً لضفة الحقيقة.. جيدٌ أن تكون بطلاً عندها لن يكون لديك حساسية من أي تصنيف.. فأشجار البطولات اليانعة تحميك من تهاوي اللفظ وتساقط الطرح كأوراق الخريف.

ما الفرق بين بيريرا وبرودوم؟!

في كل مباراة لديه اعتراض، بل احتجاجات تفضحها الشاشات ويراها المدرج.. تجاوزاته على الحكام وعنتريته تصل لحد التهجم.. هكذا يتعامل مدرب الأهلي بكل لقاء من على الدكة.. يمارس تقريع الحكام.. وبالإشارات يتطاول.. لكن كل ذلك يمر برداً وسلاماً على حكم الساحة والرابع والمقيم.. لا قرارات داخل الملعب.. ولا خارجه من لجان.. وكأننا لا نرَ شيئاً.

سكوت مريب من رئيس لجنة الحكام عن ما يحصل.. لا ردة فعل.. ولا حتى تأنيب لحكامه عن تجاهلهم لما يحدث.. الغريب العجيب بالأمر أن المهنا تحديداً كان دائم التعنيف للحكام في تعاملهم مع مدرب الشباب الراحل السيد برودوم.. كنّا نراه عند كل اجتماع شهري يتوقف عند أدنى ردة فعل للمدرب.. حيث كان يطالب بضربه بالقانون بلا رحمة.. فشاهدنا المدرب يطرد بدل المرة مرات.. وتابع في المدرج الكثير من المباريات.. ولعل آخر مطالبات المهنا لحكامه تجاه المدرب.. كان في الاجتماع الشهري التالي للقاء الشباب بالشعلة والذي كان آخر عهد برودوم بالشباب هذا الموسم.. حيث توقف المهنا في تحليله لأخطاء الحكام عند برودوم وتساءل عن تساهل الحكم عبد الرحمن المالكي مع تمادي البلجيكي حسب قوله.

عجيب تفاوت التعاطي بين حالتين متشابهتين، بل إن مدرب الأهلي كان أكثر تمادياً وتجاوزاً في أكثر من لقاء.. فلم نسمع للمهنا همساً.. ولا صافرات حكامه صوتاً.. ترى هل تغيّر النظام؟ أم أن تغيّر الألوان هو المُلام؟ أم أنها مزاجية وأهواء رئيس لجنة الحكام؟

خاتمة

من أجمل ما قرأت: الذي لا رأي له رأسه كمقبض الباب، يستطيع أن يديره كل من يشاء.

تويتر: @sa3dals3ud

مقالات أخرى للكاتب