Wednesday 23/04/2014 Issue 15182 الاربعاء 23 جمادى الآخرة 1435 العدد
23-04-2014

فعالية البحث العلمي

رغم كثرة ما كتب ويكتب عن البحث العلمي, وإضافة إلى ما نسمع عن إنشاء مراكز بحثية وكراسي علمية متخصصة في الجامعات وخارجها. مظهرة في مجملها صورة من الاهتمام بقضية البحث العلمي وتعبر أيضاً عن حاجة ماسة إليه في مجتمعنا.

إلا أن رغم كل ذلك يظل قضية تحتاج إلى دراسة وبحث عميقين، ويحتاج إلى ممارسة تطبيقية واقعية نعرف من خلالها مدى نجاحه.

والكلام السابق يدفعني إلى القول بأننا كثيراً ما نسمع أو نواجه قضايا محلية وخارجية تناقش وتطرح وفق آراء وتوجيهات فردية، ويجري عليها الجدل والنقاش رغم أنها لا تعتمد على أي بحث أو دراسة علمية، وهذه القضية أو هذه الظاهرة كثيرة جداً.

والمستغرب أننا مع كثرة ما نسمع عن مراكز بحثية وكراسي علمية إلا أننا حتى اليوم نادراً ما نجد دراسة علمية قدمت من خلال هذه المراكز أو الكراسي تخدم المجتمع الخدمة العلمية المفيدة. وهذا يدفع بنا إلى التساؤل من هو المقصود في هذا المجال: هل هي المراكز العلمية والكراسي؟ أم الجهات التي تحتاج إلى أعمال بحثية لدراسة مشكلات ترتبط بها؟.

فعلى سبيل المثال أعرف أن المرور يمثل هاجساً وأن الكل يتحدث عن مشكلاته والكل ينتقد ولكن لم نسمع حتى اليوم عن دراسة شمولية دقيقة تستقصي جوانب المشكلة: من أين تبدأ وإلى أين تنتهي؟ وما هي سلبياتها؟ وهل هناك إيجابيات؟ وما دور الأفراد؟ وما دور المجتمع؟ وما دور التعليم بمشكلة المرور؟.

إنها مشكلة تتداخل فيها أطراف كثيرة، فالتخطيط عنصر، والشؤون الإسلامية عنصر ثان، والتعليم عنصر ثالث، الشؤون الاجتماعية عنصر رابع، ووزارة التربية والتعليم عنصر خامس، وهيئة مكافحة الفساد عنصر سادس، وإدارة المرور عنصر سابع، وأقسام علم الاجتماع في الجامعات عنصر ثامن وهكذا.

عندما نتحدث عن المرور بطريقتنا الراهنة فإننا ننطلق من آراء فردية تركز على مشاهدات وبالتالي فليس ناتجها هو الدليل الحقيقي على المشكلة وأركانها وأنماطها، المشكلة بوضوح تام من خلال البحث العلمي لهذه القضية المركبة وهكذا القضايا الأخرى مثل الإسكان والبطالة والعنوسة ودور المساجد ومشكلات الحسبة وإلى آخر المشاكل التي يعاني منها مجتمعنا.

تفعيل البحث العلمي بشكل جاد وملموس بعيداً عن التنظير والتأطير هو ما نحتاجه في هذه المرحلة المهمة.

مقالات أخرى للكاتب