Thursday 01/05/2014 Issue 15190 الخميس 02 رجب 1435 العدد
01-05-2014

ارفع رأسك

يخاف البعض من التعبير عن مشاعره تجاه الوطن وقيادته، خشية أن يصفه هذا أو ذاك بالطبال! أو ماسح الجوخ، أو المنافق، ومن تثنيهم تعليقات الأقلية المعوّقة فكرياً ونفسياً، لديهم بلا أدنى شك ضعف بالشخصية واضطراب نفسي يحتاج للعلاج، من هؤلاء المرعوبين من تعليقات الأقلية من يعتقد بأن الجماهيرية والشعبية تتطلب رفع الصوت في النقد المستمر، وإظهار العيوب والاستهانة بالمنجزات، والمزايدة بأسلوب فج،

وبذات الوقت يحرصون على عدم خسارة مصالحهم، فالوطنية والمواطنة والرأي والكتابة مرتبطة بمعادلات وحسابات لا علاقة لها بالمشاعر المجردة من الغايات، هؤلاء سقطوا وسيكتمل سقوطهم، لأنهم يمارسون لعبة التذاكي بغباء في مجتمع ذكي، وذكاء المجتمع عصي على التجهيل الذي تقوم به قلة مأجورة يداهنها بعض المهزوزين من أصحاب المواقف المرتبكة، والمصبوغين باللون الرمادي من «المطبلين» للمناكفين، ومن يحاولون إرضاء الباطل على حساب الحق.

في هذه الأيام نعيش ذكرى البيعة التاسعة للملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- الملك الذي دخل التاريخ من بوابة القلوب، والذي كتب اسمه في عقول شعبه، بالعلم والفكر والإبداع والوعي، جهز للوطن جيوشاً من أبنائه وبناته المخلصين، في جامعات دخلت كل منطقة، وأحيت القرى والبلدات، وفتحت للتنمية منافذ جديدة، يتطلع من خلالها الجيل الحالي إلى مستقبل أكثر إشراقاً، أعد عبدالله بن عبدالعزيز أجيالاً واعية بابتعاث الشباب إلى أرقى جامعات العالم، ونجح في جعل العلم أولوية، والعمل رغبة بعد أن كان فقط مجرد احتياج، أصبح الشاب السعودي ينظر للواقع وللمستقبل بمسؤولية يتطلبها زمن لا يقبل المتأخرين والمتخاذلين.

نحتفي هذه الأيام بذكرى العهد الذي أسس للمستقبل، حتى على مستوى مؤسسة الحكم، جهز الملك عبدالله شباب الأسرة المالكة للمستقبل، فالجيل الثالث والرابع من بيت المؤسس العبقري عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- أصبحوا اليوم أكثر التصاقاً بالمسؤولية، وأكثر تمرساً في العمل الحكومي، وأصبح الحديث عن المستقبل أكثر تفاؤلا وطموحاً، وعرف رجل الشارع التحديات وأصبح يعايشها ويتفاعل معها، وأصبح السعودي العادي مثلي ومثلك أخي القارئ يعي أهمية الأمن، ويدرك مخاطر الفرقة والفشل.

عهد عبدالله بن عبدالعزيز هو عهد الصراحة والوضوح، في السياسة الخارجية، عمل فيه الكثير من الحكمة في خضم أحداث مجنونة ومتسارعة، وفي منطقة مرت باضطراب فاق بكثيركل حالات عدم الاتزان التي مرت تاريخياً بالمنطقة العربية، سرنا بثقة في حقل ألغام، ووقفنا بقوة في وجه من حاول لي ذراعنا وتهميشنا مستهيناً بقوتنا وترابط شعبنا.

سيذكر التاريخ للملك عبدالله بأنه أعطى الإنسان السعودي كل اهتمامه، وسعى لتحقيق العدالة، وإصلاح التعليم ومحاربة التطرف وحماية الدين من تجار الدين، عمل من أجل تأكيد قوة بلادنا وريادتها بالفعل وليس بالقول، وقال للعالم أجمع نحن خير صديق لمن أراد السلام والوئام، ونحن خصم عنيد لمن أراد انتهاك الأمن الإقليمي أو الوطني، سيذكر التاريخ بأن حرية التعبير ارتقى سقفها وتفوقنا على غيرنا من الجيران الذين كانوا يباهون بها، وصوت المواطن يصل إلى صاحب القرار بلا حواجز، والشواهد كثيرة ولا ينكرها إلا المأزومون الذين يقتاتون على تحبيط المواطنين، والذي يتعمدون إيهامهم بأن المشكلات كثيرة ولا حلول لها.

أقول للمأزومين والمرضى والمتوهمين، ليس كل مسؤول فاسد كما يروج أصحاب الأهواء، وليس كل ناجح نجح بالواسطة، وليس كل غني حرامي، اصحوا من أوهام يبيعها المرتزقة من الحركيين الذين لا يسعدهم ويرضيهم سوى الفوضى التي توصلهم إلى أهدافهم، أقول كلامي وأنا مسؤول عنه لا تصدقوا الشائعات الغارقة بالخيال المؤامراتي، أسرة آل سعود التي هي منكم موحدة وقوية بالوئام الذي يجمع أبناءها خلف الملك، وهذا الوطن له درع وسيف، درعه أنتم باتحادكم دون فئوية أو عنصرية أو مذهبية، وسيفه القوات المسلحة بكل قطاعاتها وأفرعها من جيش وحرس وطني وقوى أمن داخلي، لعلكم شاهدتم رسالة إخواننا البواسل في ذكرى البيعة من خلال رفعهم لشعار «سيف عبدالله» في تمرينهم العسكري الأضخم في تاريخ المملكة، استشعروا قوتكم وارفعوا رؤوسكم وعبروا عن حبكم ووطنيتكم ولا تتركوا ثغرة يدخل فيها الأعداء بينكم.

اكتب هذه السطور وأنتم تنتظرون إطلالة خادم الحرمين الشريفين مساء اليوم في الاحتفال الكبير بمناسبة افتتاح مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة، إطلالة كلها خير، في وطن يسوده الحب والإنجاز والأمل والعمل.

Towa55@hotmail.com

@altowayan

مقالات أخرى للكاتب