Friday 02/05/2014 Issue 15191 الجمعة 03 رجب 1435 العدد
02-05-2014

السلوك المستهجن في الشارع السعودي

إن الخلط بين المكر والذكاء، يدل في كثير من الحالات على الغباء؛ ومنها على سبيل المثال إيقاف السيارة في تقاطع الشارع؛ سلوك غير حضاري (همجي) يعطل حركة المرور، ويعد ذلك استهتاراً بحق الطريق،

وهذا السلوك يجسد المثل القائل من أمن العقوبة أساء الأدب ويعتبر نتيجة لعدم تطبيق مبادئ التربية الإسلامية التي تنمي الفطرة السليمة وتمنع الاستهتار والسلوك المستهجن في المجتمع، ومن منطلق الحديث النبوي الذي يقول إن الدين النصيحة، فإن النصيحة تُشكل جزءاً كبيراً من الموضوعات التي تدور بين المسلمين، في مجالسهم العلمية والثقافية والاجتماعية والتعليمية وغيرها من المجالس المختلفة، ولا يخلو مجلس من هذه المجالس من التذكير بمختلف شُعب الإيمان التي تنفع المؤمنين؛ أعلاها شهادة أن لا الله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق وتشمل إعطاء الطريق حقه.

ويحظى المجتمع السعودي بكم ضخم من النصائح المسموعة والمقروءة والمرئية عن الأخلاق الإسلامية يفوق أي مجتمع آخر في العالم، وكنتيجة طبيعية لكثرة النصائح التي يسمعها الناس، كان من الأجدر أن يكون المجتمع السعودي هو صاحب السلوك الحضاري الذي يُضرب به المثل بين الأمم، خلافاً للمجتمعات التي اختارت تطبيق العقوبة عوضاً عن النصيحة. والتباين الملحوظ بين كثرة النصائح والسلوك الحضاري أماط اللثام عن بعض التناقض الذي يتسم به المجتمع السعودي، فمن ناحية، نسمع في المجالس كلام المسلم يجسد الأخلاق الحضارية السامية، وينصح الآخرين بالتمسك بها، ومن ناحية أخرى، نشاهد في الشوارع والأماكن العامة بعض أنواع الاستهتار، ولا يوجد تفسيرٌ علميٌ منطقيٌ لذلك السلوك المستهجن، عندما يصدر من المسلم الذي نشأ على سماع النصائح والوعظ والإرشاد منذ نعومة أظفاره، سوى عجزه عن تطبيق النصائح النظرية على الواقع الملموس.

إن الاعتماد على النصيحة فحسب، لا يحقق المثالية التي يصبو إليها الناس في المجتمع السعودي. لأن المجتمع الحضاري في حاجة إلى عقوبات صارمة تمنع الاستهتار بحق الطريق والأماكن العامة.

khalid.alheji@gmail.com

Twitter@khalialheji

مقالات أخرى للكاتب