Friday 23/05/2014 Issue 15212 الجمعة 24 رجب 1435 العدد
23-05-2014

د. العوين .. أين قلمك مما حل بتربية الوجدان والذائقة

قرأت زاوية الدكتور محمد العوين ليوم السبت الحادي عشر من رجب التي حملت عنوان (يا خالد الفيصل: أعد الوزارة إلى تاريخها القديم قبل الاختطاف) حيث أجاد كعادته في وضع الأكف وليس الأصابع على جروح التعليم وما أصابها من غزو... ولأنني لست مختصاً وغير قادر على مجاراة قلم د. محمد فيما أورده في الزاوية إلا أنني كنت حريصاً على أن أتابع بقيتها لعل د. محمد يتطرق إلى ما يخصني ويخص أمثالي ممن سكنوا بعشق مادة التربية الفنية تعلماً ثم تعليماً إلى أن أصبحنا ممن يوصفون بالمحترفين أو بالفنانين التشكيليين.. كنت أتوقع أن يعرج عليها كما عرج على المسرح وغيره حينما أشار إلى أمور غيّبت كما قال (ومنع النشيد الوطني والموسيقى العسكرية الوطنية واستبدال الأناشيد التي تسمى إسلامية محل السلام الموسيقي والنشيد الوطني!) وصولاً إلى قوله (ومنعوا مناشطه القديمة المعتادة كالمسرح والكشافة واستبدلوا بهما مهرجانات الأناشيد والجوالة، ودمروا مكتباته فأحالوها إلى مطويات وعظية!)..

دون مرور بمادة منهجية هامة مدرجة ضمن مواد الدراسة مع جزمي بأن عدم مروره بها، ليس جهلاً أو تجاهلاً بها... عوداً إلى ما أعرفه عن د. محمد من رقي في ذائقته أدباً وكل ما تقع عينه عليه من الفنون.. انعكست على تعامله الرائع مسبوقا بالابتسامة والحديث اللبق.

أعود لمادة التربية الفنية لأضيف للدكتور محمد ما حلّ بها في كثير من المدارس على مستوى المملكة، بدأ بتحريمها ومروراً بتهديد الطلاب من بعض معلمي المواد الدينية بالحسم من درجاتهم في حال استجابتهم لتوجيه مدرس التربية الفنية برسم موضوعات تشتمل على ذوات أرواح حتى لو كان الموضع عن المساجد ودورها في العلاقات الاجتماعية، مع ما طال الأعمال الفنية أو الصحافة المدرسية من تمزيق وإلغاء كونها تتضمن صوراً أو رسماً..

لقد تحوّلت مراسم مادة التربية الفنية وصالات عرض الأعمال الفنية التي أسست لها هذه المادة لتحقيق أهداف سامية وهامة في اكتمال تربية الناشئة، إلى مكاتب لأنشطة الكثير منها ظاهره لا يطابق باطنه، أو غرف للتجمعات علقت عليها يافطات تحمل عبارة (فنجال وعلوم رجال).. وكان مادة التربية الفنية تعلم علوم (الخيابة) أي الأخلاق الهابطة.

جعلوا من تلك الغرف مفرخة لفكر أضل الكثير من الناشئة وقضوا على مادة تصنع عقولاً تعي جمال الحياة وتعلم كيف يتأمل الطالب وينظر فيما أبدعه الخالق.

... علمت من تعلمها فنون احترام الآخرين والتعامل الوسطي والتفاؤل بالقادم من أيامهم وحركت ونشطت ملكات الابتكار.

monif.art@msn.com

فنان تشكيلي

مقالات أخرى للكاتب