Tuesday 03/06/2014 Issue 15223 الثلاثاء 05 شعبان 1435 العدد
03-06-2014

هذه القوارض

تداول الناس صورة رجل الأمن، حارس الحجر الأسود، وتحولتْ تلك الصورة من مجرد لقطة عفوية إلتقطها معتمر، إلى قصة كبيرة، لم يبقَ أحد إلاّ وأدلى دلوه فيها، ابتداءً من مسؤولي الدولة وانتهاءً بقنوات الأخبار المهنية وغير المهنية.

وتداول الناس أيضاً صورة الفتيان السعوديين اللذين هربا من بيتهما الآمن إلى أتون حرب مجهولة في سوريا، في إشارة واضحة إلى أنهما ضيعا زهرة شبابهما وراء أوهام نسجها لهم أشخاص ينعمون بالمكيفات الامريكية والسيارات الألمانية والاستثمارات السويسرية والرحلات البحرية!

ما العامل المشترك بين الصورتين، وفيما أفرزتا من حالة حوار محلي وعربي؟!

إنه تويتر.

هذا الموقع أسهم في نشر الفكرة والرأي والصورة، وليس بالضرورة أن يكون النشر إيجابياً، فهانحن نرى كل يوم، كمّاً هائلاً من الآراء الهادمة للقيم والمروجة للأخلاقيات المبتذلة، وهذه مسألة طبيعية، فاليد التي تزرع الحياة هي نفسها التي تقتل، ولكن شتان بين اليدين. ومهما يكن من أمر، فإن المتابع للحالة التويترية، يجب أن يسأل سؤالاً مهماً:

-هل ستستمر هذه الحالة عفوية و فوضوية بهذا الشكل؟! هل سيطغى الإيجابي على السلبي، أم العكس؟! وعلى افتراض أن السلبي طغا، فما الذي سيحدث بعدئذ؟! وهل نحن مستعدون لما سيحدث؟!

إن وضع ضوابط أمنية، بهدف مواجهة جرائم النشر الإلكتروني، لن يكون بمقدورها ملاحقة الذين يقرضون في الخفاء، أسلاك النجاة التي يتعلق بها الأغلبية العظمى. يجب أن يكون ثمة مشروع لتطوير وعي هذه الأغلبية، لتتمكن من رؤية هذه القوارض.

مقالات أخرى للكاتب