Saturday 07/06/2014 Issue 15227 السبت 09 شعبان 1435 العدد
07-06-2014

وسادة الثلج..!

كان الخميس الماضي آخر أيام العام الدراسي بانتهاء آخر لمسة قلم لورقة اختبار..

منها خرج الطلاب ,والطالبات من قاعات الاختبارات يتحررون انطلاقا, وينفضون عبئا ,ويتهللون فرحة بالإجازة ,ونشوة بالانعتاق من الدراسة..!

مع أن متعة التعلم لا تضاهيها متعة إلا أن خبرة التعليم ,وثقافة التعلم فينا غُرست بطريقة قاصرة, وأسست على طريق متعثر..!

بعضهم سعيدين كانوا بما سيأتي ,تحديدا الذين منهم قد أنهوا المرحلة الثانوية,..

إذ ذهبت بعض الفتيات اللاتي أعرف يودعن مدرستهن حجرة حجرة, وركنا ركنا , وساحة وبقعة,ومقعدا ولوحة, أخذن يحفرن على جذوع أشجارها تواقيعهن , ذكرياتهن حين بكين معا , وضحكن معا..

كانت احتفالية مؤثرة انتهت بهن إلى منزل إحداهن لإتمام اليوم معا ,وبعده ربما لن يلتقين كما التقين معا تسع سنوات وأكثر..!

ستأخذهن دروب الحياة , وقسمة القدر في الحياة لكل منهن..

الطريف أن أحد الطلاب بعد أن عاد لمنزله بعد آخر اختبار هرول إلى حافظة الثلج في مطبخ البيت, وهناك كان قد أودع كيسا بحجم الوسادة الصغيرة قد عبأه ماء ليتحول إلى ثلج لهذا اليوم..!!

أخذه ,وذهب منتشيا يركض في البيت ,وهو يضعه على رأسه تارة ,ويحتضنه تارة .., بينما أمه وإخوته في ذهول مما يفعل..

انتهى به المطاف إلى احتضان وسادة الثلج ,وراح يغط في نوم عميق..,ما أفاق بعد عناء الاختبارات إلا بعد ست عشرة ساعة ..

تقول أمه: استيقظ وهو غارق في الماء ..

حين أفاق كان يقول لمن حوله : لولا الثلج ما انطفأ عطشي للراحة , ولا اغتسلت من فكرة القيد الذي سجنت فيه نفسي طيلة السنة..,بل السنوات التي مرت قبلها ..!

يتضح أن الثلج عنده هو مفهوم للانعتاق حين يذوب فتذهب معه كل أتعاب السنين التي كد فيها ليكون من المميزين..

أليس هذا الفتى قد خط سطورا ليُهتدَى بها في الشأن التعليمي..؟!

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب