Thursday 26/06/2014 Issue 15246 الخميس 28 شعبان 1435 العدد
26-06-2014

هلال رمضان في عيون الفلكيين!

إذا كانت الحسابات الفلكية المتعلقة بولادة الهلال متفقا عليها، ولا نزاع فيها، فإن يوم الأحد الموافق 29 يونيو 2014م، سيكون أول أيام شهر رمضان المبارك لعام 1435هـ؛ بناء على الناحية العملية، والحسابات الفلكية، والتوقعات النظرية، واحتمالية الرؤية -البصرية الشرعية-؛ لأن ولادة القمر (الاقتران)، وليس ظهور الهلال، ستكون يوم الجمعة -تقريبا- عند الساعة الحادية عشرة صباحا، وسيغرب القمر ذلك اليوم -تقريباً- مع غروب الشمس (حوالي دقيقة واحدة بعد الغروب)، وهذا ما بينه -الدكتور- علي بن محمد الشكري - المتخصص في الفيزياء الفلكية بقسم الفيزياء في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن-، بأنه: «حسب الحسابات الفلكية، واحتمالية الرؤية البصرية، فإن رؤية الهلال من منطقة مكة المكرمة ستكون غير ممكنة؛ لقربه الشديد من الأفق (أقل من درجة)، وسمكه الضئيل جدا (حوالي 0.002 من الدرجة)، وإضاءته الخافتة جدا (حوالي 0.3% من البدر)، وهي دون تحسس العين البشرية المجردة، وحتى دون قدرة، وإمكانية المناظير الفلكية، أما بالنسبة للمناطق الشمالية، والوسطى، والشرقية من المملكة، فالقمر يغرب تقريبا مع الشمس، أو قبلها، -لذا- فالرؤية مستحيلة».

في ظل توقع الجدل السنوي حول الخلاف المعتاد بين الشرعيين، والفلكيين في رؤية دخول شهر رمضان لهذا العام، فإن الحساب الحقيقي سيجعلنا مطمئنين إلى الوقت الحقيقي لترائي الهلال. -وعليه- فكلما كان مكث الهلال فوق الأفق أكثر، كلما كانت الرؤية أسهل، وتصعب الرؤية كلما قلّ زمن مكث الهلال بعد غروب الشمس.

على الرغم من أن التطور التكنولوجي الحديث، وسهولة الحصول على أحدث الوسائل، التي تستطيع من خلالها رؤية ما يخفى على أعين البشر حاصل، إلا أن الجهل بأبسط البدهيات العلمية، جعلت من الحسابات الفلكية القطعية، التي لا يخالطها الظن تكلفا، وخروجا عن النص الشرعي، مع أن الرؤية الشرعية الصحيحة للهلال تكون بُعَيد المغيب، ولا يُرى الهلال إلاّ بشروط، أهمها: ولادته، ومكثه بعد غروب الشمس، وهذان الشرطان يعرفهما علماء الفلك بكل دقة، تصل إلى أجزاء من الثانية؛ لتأتي النتائج القطعية؛ مصداقاً لقول الله - تبارك وتعالى-: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ}.

في نهاية المقال، سأطرح سؤالي، وأغادر: إذا جزمنا بقطعية الحسابات الفلكية المشار أعلاه، فهل سيكون لشهادة الشهود التي لا تفيد القطع عبرة؟، وذلك؛ لأن شهادة الشهود ظنية، تُحمل على الوهم، أو الغلط، فالظني لا يقاوم القطعي، -فضلا- عن أن يُقدم عليه باتفاق العلماء، وهذا سيجعلني أؤكد على توصية المرجعيات الفقهية، بعدم الدعوة لتحرّي الهلال إذا قرّر علم الفلك، أن الاقتران يحدث بعد غروب الشمس، أو أن القمر يغيب قبل الشمس في اليوم التاسع والعشرين من الشهر القمريّ.

drsasq@gmail.com

باحث في السياسة الشرعية

مقالات أخرى للكاتب