Friday 27/06/2014 Issue 15247 الجمعة 29 شعبان 1435 العدد
27-06-2014

بين عسير وجدة

في كف الغيمة تحمل أبها زوارها، تعانقهم السماء ويظللهم سحاب مقيم، ويداعبهم نسيم عليل، تأخذك تضاريس المدينة ما بين جبل وسهل وربوة ومنخفض، تطل بك على مراعي الشمس والمطر، ترحب بك ألف وتغمرك بمحبة ناسها الطيبين، وينعشك رذاذ المطر الذي تصافحك به غيماتها، أول مصافحتك أبها فإن الماضي يتراءى لك في طراز أبنيتها وألوانها الزاهية، في فلكلورها وحرفها وأزيائها، وأكلاتها الشعبية، في مناطقها التاريخية والأثرية التي بقيت شاهدا على الماضي تنبض في قلب الحاضر.

أبها عسير وعسير هي، شموخ الإنسان والجبال التي نحت عليها أسطورته، وحكاية المكان التي جعلت من المنطقة مصيفا مميزا لأهلها ولقوافل المصطافين من أهل المملكة قادمين إلى عروس الجنوب.

كنا لأيام ضيوف جائزة أبها، وما أدراك ما احتفال أبها بجائزتها، وحبها لأميرها المحبوب فيصل بن خالد رحم الله أباه، الأصوات في مركز الملك فهد تعلو بالتصفيق والتكبير إن ذكر الأمير، الصغير والكبير تعبر حواسه عن الفرح والسعادة، وتقوم القاعة ولا تقعد عزفا ونشيدا، لا عجب وقد بادلوا أميرهم المحبة بالمحبة والاحترام بالتبجيل، والكرم بالبذل والعطاء.

سلطان بن سلمان كان ضيف شرف جائزة أبها، فقد اهتم بالمكان فبادله المكان المحبة بالحب والامتنان ، فهو رائد الفضاء ورائد الآثار والتراث.

عروس الأحمر كذلك توجها معلما تاريخيا على قائمة التراث العالم في بيت العلوم والثقافة «اليونسكو».. جدة برواشينها، مشربياتها، حاراتها وأزقتها ومقاهيها القديمة.

وقد جير رئيس هيئة السياحة والآثار الإنجاز لخادم الحرمين رائد التراث الوطني وجعل للعروس فارسا، ألا هو المواطن الغيور على ممتلكات وطنه وكنوزها.

ولعلي أتوقف هنا عند إشارة سمو الأمير إلى أن هذه المجالات تشكل عنصرا أساسيا في الهوية الوطنية والتركيبة الثقافية للمملكة، وموردا اقتصاديا لا ينضب، فكيف يا ترى تفاعل أهل المناطق كي يقدموا تراثهم ويشتغلوا بحرف ورثوها عن أجدادهم، كما كيف استطاع البعض الانخراط بالمهن المختلفة والمشاركة بمواسم سياحية قد تجذب السائح وتعبر عن المكان؟

والمبدع شعرا وتشكيلا ورواية، كيف يا ترى رسم التاريخ بريشة إبداعه فبرّ بالمكان واحتفى به؟

كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فيا ترى هل واكب هذا التتويج العالمي جهود ارتقت بالسياحة، ورحبت بالسائح وحاكت التجارب العالمية؟

كل هذا مسؤولية وطنية تتواكب من خلال تعميقها في النفس الجهود والأفراد والجهات، وَبَارِكْ الله بروح الجماعة التي تحصد ما زرعت وتجد ما جدّت وتصل إلى مرفأ الحياة والتميز.

بارك الله مشعل بن عبدالله أمير مكة وقدره على ما يحمل من مسؤوليات عظام ففي تاريخ نجران شواهد على إبداعه وقيادته.

من أول البحر:

وهي الرياضُ

المصمك التاريخ حصن ابي البلاد

المتحف الوطنيُّ بيت تراثها

العاذرية

ديرة الخلان ما طاب اللقاء

وهي الرياض

درعية النخل السخيّ

في الوشم لي أنشودة الصبح الشجي

فإذا تسلل للطريق ظلامها

في البرج لي وطن بهي

ومرافئ وسوانح

وهواية وغواية

وحكاية القلب الشقيّ

تلك الرياض

ومن سكنت بأرضها

هي للفؤاد خليلة

ورفيقة دربي الشجيّ

هي من حبيبي مضغة

نجد هواه

وبكل ركن في سماه لها سكن

أنت الرياض .. رياضنا

ورياض قلب من هواك قد افتتن

أنت امتداد القلب شرقه .. غربه

وسواحل

ومدائنٌ

غابات حب مُنتظر

أنت الرياض

نحن الرياض

يا مجد ماض ينتصر

mysoonabubaker@yahoo.com

Mayabubaker@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب