Thursday 03/07/2014 Issue 15253 الخميس 05 رمضان 1435 العدد
03-07-2014

ما بين (أم شوشة) و(المنقوشة)؟!

تحليلات البسطاء من الناس وانطباعاتهم عن المجتمعات هي الأصدق والأدق دائماً، لأن الجميع يتعامل مع هذه الفئة (بوجهه الحقيقي) دون تزييف أو تلميع؟!.

أحد العمال المقيمين بيننا، شخص حالة المجتمع السعودي بأنه (مجتمع عَجّل)، أي لا صبر لديه، وبالنص (كله سعودي سرعه سرعه.. صبر مافيه)؟! يبدو أنه محق فنحن بالفعل بحاجة لمزيد من الهدوء، والركادة في حياتنا اليومية!.

نحن لم نعد نتعامل (بالنفس الطويل) ونجيده، كما كان يفعل آباؤنا وأجدادنا، أصبح كل شيء لدينا - آني ومؤقت - نؤجل المُهم في حياتنا، لأنه يحتاج (لوقت أطول)، نقبل بأسرع الحلول وأقصر الطرق للحظة التي نعيشها فقط، مع علمنا بوجود حل (دائم) ونهائي للمشكلة يحتاج لوقت وصبر - وتيرة الحياة - علمتنا السرعة في كل شيء تقريباً، ولعل رمضان يكشف لنا جانب من هذا القصور؟!.

انظر من حولك إلى الناس في الشوارع؟ في الأسواق؟! لا أحد مستعد للصبر، أو إتاحة الفرصة لغيره بالمرور أو العبور؟! حتى المرضى في المستشفيات يبحثون عن (العمليات السريعة)، نحن لم نكن كذلك أبداً، وليس صحيح أن هذه - الخصلة - مرتبطة فقط بصغار السن من شبابنا، بل إنك تلمس (العجلة والطفاقة) حتى في بعض كبار السن؟!.

السعودي إذا أكل (شبع بسرعة)، ولكنه سرعان ما يجوع مرة أخرى لأنه لم يتناول طعامه بشكل صحيح وبهدوء، لذلك تجده يأخذ أكثر من احتياجه دائماً، وهذه ثقافة تبذير مؤلمة، بالأمس كنا معزومين على الإفطار في إحدى الخيام - هنا بدبي - الضيوف من كل الجنسيات إلا أنني لاحظت أن أحد الأصدقاء السعوديين كان يأكل بسرعة كبيرة، معتبراً السلطات، والشوربة (مضيعة للوقت)، لذلك بدأ بالثقيل، وانتهى من الفطور سريعاً، فيما معظم الضيوف لا زالوا في بداية المشوار؟! بالطبع وجدت نفسي (فعلت ما فعله) صاحبنا، بل إن الطاولة التي يجلس حولها معظم السعوديين كانوا كذلك؟! يبدو أنها ثقافة مُكتسبة!.

نحن في حاجة لمزيد من الصبر في بيوتنا، وتعاملاتنا، في مشاريعنا، ودراساتنا، في خططنا، وحياتنا، المُضحك أننا أصحاب مقولة (اصبر على أم شوشة، لين تجيك المنقوشة)؟!.

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب