Tuesday 22/07/2014 Issue 15272 الثلاثاء 24 رمضان 1435 العدد
22-07-2014

الهاشتاقات التحريضية..مرة أخرى!

لم يكن مستغربا، أن ترصد حملة السكينة - المتخصصة في محاربة الفكر التكفيري على شبكة الإنترنت - ثلاثة هاشتاقات تحريضية، تم إنشاؤها على «تويتر» قبيل حادثة شرورة، شارك بها «900» حساب مجهول ؛ لمحاولة استعطاف المغردين عاطفياً، عن نساء مضبوطات أمنياً على علاقة بتنظيم القاعدة في اليمن . فهذه الفئة الضالة من البشر امتهنت التحريض وظيفة، والتخريب فريضة؛ لإشعال أتون مواجهة دامية، ومحاولة العمل على زعزعة أركان المجتمع من أصوله، وجذوره، عبر منابر التشتيت، والتضليل، والدعاية المغرضة.

التصاعد غير المسبوق في مواقع التواصل الاجتماعي ضد السعودية، غالبها جاء من مصادر خارجية ؛ هدفها النيل من وحدة هذه البلاد، وأمنها، ودينها . ومحاولة تجنيد العناصر البشرية للإرهاب - خصوصا - مع محاولاته الحقيقية في الحشد، والتعبئة، تحت رايات التدخل في الشؤون الداخلية. وبالتالي لا يمكن استبعاد أجهزة استخبارات دولية، وإقليمية في نشر الدعاية المنظمة ضد المملكة في صورة هاشتاقات تحريضية، تحمل كل أنواع العداء الصريح، وتأجيج الوضع الداخلي، وخلق قلاقل تهدد السلم الأمني، وذلك من خلال مخطط سياسي، واستراتيجي، يتلون بتلون الظروف السياسية، وتغير الأهداف.

أصبح إرهاب الهاشتاقات التحريضية، يمثل تهديدا على الأمن القومي للدول، وبيئة حاضنة لبروز أشكال جديدة من الصراع، تفجرها الخلافات السياسية، والعسكرية، والعمل - بعد ذلك - على توظيفه للاستخدام غير السلمي، الذي أضحى يمثل تهديداً كبيراً في كل مكان، وأصبح قادراً على قيادة الإرهاب، ونقل المعركة من أرض الواقع إلى عالم افتراضي، وبشكل يخفي هويتهم المباشرة. وهذا ما أكده رصد حملة السكينة، بأن مصدر تلك الهاشتاقات كان من منصة معروفة باستهداف السعودية، وأن الحملة بعد تحليلها للحسابات المؤثرة في تلك الهاشتاقات، تبين أن هدفهم إحداث فتنة، وفوضى، وليس الهدف مناصرة قضية، ولا خدمة فئة، أو جماعة؛ لأن منهم من ينتمي فيما يظهر للقاعدة، ومنهم من يناصر داعش، ومنهم من لديه ولاء واضح لأنصار الشريعة، ومنهم من يرتبط بدول أخرى معادية، وأن هذا الخليط تكوّن من خلفيات غير متناسقة، ومختلفة ؛ لتحقيق أهداف مشبوهة لجهات عدة.

إن مواجهة هذه الهاشتاقات واجب تمليه المواطنة الحقة - ولا شك - أن تخصيص عمليات رصد، ومتابعة إعلامية، واستخباراتية، تنقل الحدث إلى مستوى الخبر، والتقرير، أمر في غاية الأهمية. إضافة إلى الحرص على عدم نشر أي معلومات مضللة، أو مشوهة، وغير دقيقة، والتصدي لمحاولات تغيير أنماط التفكير الخاصة لدينا، التي - مع الأسف - تتقبل المعلومة دون نقد، أو مراجعة. وهذا المطلب، يجعلنا نؤكد أهمية دور وسائل الإعلام في بلورة استراتيجية شاملة؛ للتصدي لتلك الهاشتاقات، ومكافحة المواقع التي تحض على الإرهاب، أو التي توفر معلومات مساعدة على العمل الإرهابي.

drsasq@gmail.com

باحث في السياسة الشرعية

مقالات أخرى للكاتب