Sunday 27/07/2014 Issue 15277 الأحد 29 رمضان 1435 العدد

عروسُ رمضان

عَروسُنا تأهّبت وتخضبت وأسدلت جدائلها فوق كتفيها بانتظار فارس أحلامها!

تلكَ العَربية الأصيلة.. الطاهرةُ الجميلة!

«غزة»

عروسنا التي تخّضبتْ بدماء الشهداء وَتعطرتْ بأنفاسهم وَتزينت بأكفانهم!

وَمازالت تنتظر.. فارساً يُحررها من قبضة الفُجار!

يُحيلُ أوجاعها إلى عُمرٍ من العَسل والأمان والبهجة!

وَيبدو أنه لا خاطبَ لأمنها وَسلامها فَالمَعولُ عليهم مشغولونَ في مدرجات الملاعب.. في الشاشات وَحولها.. في التناحر فيما بينهم.. في تصنيف بعضهم البعض.. في نحر ضمائرهم السوداء!

تفرقوا.. تناقضوا.. وَتباغضوا..

وَأعداؤهم تكاتفوا وتعاضدوا على الرغم من الخلافات بينهم حتى أسقوا عروسنا كؤوس المُر بعد كل رزيّة تفجعها!

بُحَّ صوتها وَهي تصيح في عالمٍ أخرس!!

لكنها لم تيأس ومازالت كل يوم تلبسُ البياض وتتعطر وتتخضّب على أمل أن يقصدها فارسٌ أيوبيّ القوّة.. عُمريُّ النَخوة.. فيخطبُ عزها ويبدأُ «مَراسمَ النصر»!

عروسُ رمضان.. يُفطّرها اليهودُ وَجبات ساخنة من الصواريخ التي تَدُكُ ضلوعها حتى تُقطع شرايينها!

وَالمسلمونُ يتحوّطون الموائد العامرة بالسُكرّ يتفرجونَ على أوجاعها ثمّ يتأوّهونَ قليلاً لحالها ثم يتفرقونَ أشتاتاً وَكلٌ يُحمّل الآخر جريرةَ آلامها وموتها كل يوم!

هُمْ يتلاومون.. وَأعداؤهم يتعاونون.. وَيتشاركون في ذبحها!

لنا الجعجعة وَللأعداء الطحن!

عَروسنا المخذولة لازالت كل يوم تُضيفُ صورةً من صُوَرِ الهوان العربيّ في «ألبومها الخاص»!

لازالت تحتفظُ بصور مُخلفات القصف الصهيوني.. جمعت في ألبوم العار..

صُوراً نَسفت ما يسمى بالإنسانية!

فكل صفحة مؤطرة بصورة شهيد أو عائلة من الشهداء ذهبوا ضحايا للمجازر اليهودية الغاشمة الغاصبة!

تَحتضنُ الصُوَرَ بالتياع وَحُرقة!

وَتلملم أشلاء أهلها بصمت تزفهم إلى الجنّة بعيداً عن هذا العالم المُتآمر عليهم!

بعيداً عن مخالب يهودي.. وَقهقهة نصرانيّ.. وَفُرجَة مُسلم مُكتّفْ.. وَتبرير مُتصهين لما يُفعله اليهود بها!

** إلى عروسنا الجريحة:

أحسبُ أنَّ لكِ في هذه الآية عَزاء:

يقولُ القويُّ الجبّارُ الناصر:

{حَتَّى إذا استيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} (110) سورة يوسف.

ريم الصويلحي - الرياض

موضوعات أخرى