20-08-2014

(اضحكي يا ركابي خشمي م فاضي)!

العنوان أعلاه هو مثل سوداني يعكس قمة الفُكاهة، والسخرية التي يتمتع بها (الزول) في المعمورة الواسعة، رغم ضيق الحال، وشظف المعيشة، حيث يدعو (ركبتيه للضحك) بدلاً عن (فمه المشغول)؟!.

الأمثال السودانية غاية في البساطة والوضوح، إلا أنه على غير العادة يتكون المثل السوداني التالي من 92 حرفاً، رغم أن (الرطنة) سهلة ومُيسرة، وتعتمد على (مط الحروف) بالألف الممدودة عادة، ومعظم كلماتها تتكون من ثلاثة حروف في الغالب، إلا أن المثل التالي فريد على طريقة: (أبوي بالو بال، وأمي بالا بال، وأنا بالي بال، أبوي داير اليستر الحال، وأمي دايرة اليجيب المال، وأنا دايرة الصبي القدال)، وأنا أزيد: كان الله في عون أبو العيال، لأن مصيره الشارع (بلا نعال)!.

حدثتكم سابقاً عن موقف (لمذيع أخبار) خليجي، يبحث عن (كرافت) يضعها على جاكيت استلفه من موظف (المُحاسبة)، ليقدم النشرة جالساً على كرسي الأخبار، بينما الكاميرا لا تُظهر للمشاهدين (البرمودا) التي يرتديها في جزئه الأسفل، كونه قادم لتقديم النشرة من

(رحلة بحرية)!.

هذا هو حال معظم من يخرجون على القنوات الفضائية العربية (خلاخل) والبلا من (داخل)، ولو كانت الكاميرا تُخرج ما وراء الأخبار، وتبين حقيقتها، ونفسيات من يقرؤونها لقُدمت معظم النشرات العربية بالطريقة السودانية 3 حروف (ممطوطة)!.

بالطبع نحن هنا لا نقلل من قيمة المشاهد السوداني، فهو مشاهد نبيل و ذكي، يكفي أنه (كفش) في الأيام الماضية مذيع قناة (الخرطوم) الفضائية وهو حافي القدمين، أثناء تقديمه لبرنامج حواري، حيث كان المذيع يضع (رجلاً على رجل) دون (نعل) متناسياً أن الكاميرا تُظهر أقدامه الحافية للمشاهدين؟!.

ترى كم (مواطن عربي) يخرج حافي القدمين، في الصورة خلف مذيع النشرة؟ دون أن يستنكر أحد من المشاهدين الأمر؟ بينما ستقوم القيامة لو كان من يقرأ نشرة الأخبار في الأستوديو هو (حافي القدمين)!.

وفعلاً (اضحكي يا ركابي خشمي م فاضي)!.

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب