23-08-2014

ومضة في مشوار..!

مزيداً من الاستزادة..!!

كل الذي تنبئ عنه أرصفة الشوارع، وامتداد الطرقات، وزوايا المدن..!

هذا الإنسان الراكض الذي لا يمل..

الطامح الذي لا يكل..

الراغب الذي لا يشبع..

نَهِمٌ هذا الإنسان فهل من مزيد..؟

هذه المدينة يوماً كانت ذات بوابات طينية.. وبيوتٍ آهلة باليمام..!

وقلوبٍ تعرف بعضها، وبراحات تعج فيها رائحة القهوة.. وعذوقٍ مدلاة..!

هذه المدينة..

عبأتها المباني، تزاحمت فيها العربات، كثر الناس.. تشتت الناس..!!

هذه المدينة كانت تغفو في الظهيرة.. تنام في أول المساء.. تدب على قدميها في الفجر..

ما عادت تعرف متى تنام.. وليس لغفوتها قيلولة.. ولا ليقظتها صباح..!

هذه المدينة نقضت أبوابها، أطلقت جدائلها..

علَّت ناطحات السحاب..

هذه المدينة ذات الآبار.. ودلاء السقيا بعدُ ما نبعت فيها أنهار..

ولا انشقت فيها بحار..!

مع أنها لملمت دلاءها .. واستدرت ثراها..

ودَّعت غفوتها.. أشعلت نيونها..

فتحت أبواقها.. أطلقت رغباتها..!

هذه المدينة في ازدياد.. في ازدياد..

كبرت كثيراً وفي ازدياد..

عجت بالأصوات.. بالألوان.. بالجباه والأقدام..

هذه المدينة

قبلة الصانع، والبائع، والشاري..

هذه المدينة فاضت بأسواقها بما ثقلت..

واحتار فيها كل من يحاول الاختيار..!!

فاضت في اتساعها ما عاد فيها الماشي، والراجل المتعفر بالتراب..!

هذه المدينة..

فقدت ملامحها..

ضاعت رائحتها..

اختلط الطين..

تمازج الرذاذ..!!

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب