24-08-2014

من هو رب الأسرة ؟

فاصلة:

((ليست الثروات هي التي توفر السعادة، إنه استعمال هذه الثروات))

- حكمة عالمية -

بعكس ما يركز عليه الإعلام عادة حيث يتهم الأمهات بالسطحية وترك مسؤولية تربية الأبناء للخادمات، ومن النادر أن يتم الحديث عن خطورة تخلّي الأب عن مسؤوليته في القوامة التي منحها له الإسلام ليكون قائماً على شؤون الأسرة بالرعاية والإنفاق المادي.

سوف أتحدث عن نمط من الأسر انتشر حالياً حيث كثير من الأسر بعد أن يكبر الأبناء يبدأ الأب في عيش مراهقته المتأخرة، فهو مشغول بحياته الخاصة وفي عالم منعزل تماماً عن الأسرة، إما بعلاقاته مع أصدقائه وإما بإدمانه للتواصل في شبكات التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى تنصله من مسؤوليته في الإنفاق خاصة إذا كانت الزوجة موظفة، بل ويبرر تنصله بأن الزوجة حين تعمل فهي تنفق وقتاً مخصصاً بالأصل لمنزله وبالتالي عليها أن تدفع قيمة هذا الوقت لتنفق على المنزل.

وهذا مختلف بالتأكيد عن مفهوم المشاركة في مسؤوليات الأسرة المادية الذي يتم باتفاق حضاري بين الزوجين.

المشكلة في عدم الإدراك أن تعاملنا غير الحضاري كأزواج ينعكس على الأبناء سلباً، والكارثة أن ما يوصل من رسائل للأبناء هي التي لا نقولها بألستنا لهم من نصائح بل هي ما يشعرون به وتلتقطه قلوبهم ويتحول إلى قناعات وقيم.

الأب في الأسرة السعودية لم يعد أباً مسؤولاً إلا من رحم ربي وهي مشكلة خطيرة، إذ إن تحمل الأم مسؤولية التربية والإنفاق مع وجود الأب في الأسرة بشكل صوري يعرّض العلاقة الزوجية للانهيار في أي لحظة، ذلك أن الأم لا تنفق برضا على المنزل وإنما يرافق إنفاقها مشاعر سلبية كالسخط أو الإحباط، وأيضاً هي تنفق وقناعاتها تخبرها أنها ليست المسؤولة عن الإنفاق بل الرجل مما يؤثر على احترامها للزوج أولاً، وتنعكس مشاعرها السلبية على حياتها والأسرة أيضاً، والخطورة أنها هي عماد الأسرة النفسي، فإذا لم تكن مستقرة فلا يمكن للأسرة أن تستقر، وإذا استوعب ذلك الأب ستتغير مفاهيمه وقناعاته لبناء أسرته.

nahedsb@hotmail.com

nahidbashatah@

مقالات أخرى للكاتب