30-08-2014

نجاح المبتعثين (كلاكيت) ثالث مرة!

عندما كانت نتائج (المرحلة الثانوية) تُنشر في الصحف السعودية كنا نبحث عن عبارة (لم ينجح أحد) للضحك والتندر، لكن بعض القرى والهجر تسجل رقماً قياسياً في تكرار عبارة (لم ينجح أحد)؛ ما يشعرنا بالحزن والتعاطف!

جامعة (بييدفورد شاير) تواجه هذا الأسبوع (اتهاماً) بأنها خرقت القانون البريطاني لضمان (الجودة الأكاديمية) من أجل إرضاء المبتعثين السعوديين. لا أدري هل هذه (ميزة) وخصوصية يجب أن نفرح بها، أم أن ما حدث (عيب) في المبتعثين السعوديين، والجامعة تسعى لنجاحهم (بالدف)، بعيداً عن طريقة (لم ينجح أحد) لضمان عدم توقف الابتعاث إليها؟!

الأنباء تتحدث عن تحقيق يجري الآن في الجامعة، نتيجة منح المبتعث السعودي فرصة (إعادة الاختبار) أكثر من مرة في السنة حتى ينجح، فضلاً عن إمكانية دراسة (وحدتين) من المراحل الدراسية، وهي مميزات أكاديمية تُمنح للطلاب السعوديين فقط، دون غيرهم من (الجنسيات الأخرى)؛ وهو ما يجعلنا نتساءل عن دور (الملحقية الثقافية) في السفارة السعودية في لندن، وهل لديها علم بإعادة اختبار الطلاب على هذا النحو، وخصوصاً أن الملحقية نشيطة جداً، ومتابعة لأدق تفاصيل حياة المبتعثين في بريطانيا؟!

الإعادة أكثر من (مرة) من متطلبات التصوير السينمائي والفني، لإعطاء الممثل الفرصة لمحاولة (محاكاة الواقع) أو تقمص الشخصية المنتظر تقديمها بنجاح على طريقة (كلاكيت) ثالث مرة. أما النجاح والرسوب الأكاديمي فيتم عادة من أول مرة، والراسبون لديهم فرصة (ثانية) لتجاوز العقبة في بعض المراحل. أما ما يحدث لطلابنا في (الجامعة المذكورة) فهو أمر يستحق البحث والتقصي، وخصوصاً أنه يُقدم فقط (للسعوديين)؛ ما يُعتبر تمييزاً بين الطلاب بحسب الجنسية، وهو أمر لن نقبله لو تم ممارسته على أبنائنا بطريقة سلبية؟!

بكل تأكيد، برنامج الابتعاث يهدف لحصول طلابنا على (درجة علمية) باستحقاق وبجدارة، من خلال التحصيل العادل والمُستحق، والعودة لخدمة الوطن بعد (تقييم وتمحيص) دقيق. والنماذج الرائعة والمشرفة كثيرة بين خريجي الابتعاث من الجنسيين!

إذا كان التعليم العالمي يجيز منح فرصة (ثانية وثالثة) للنجاح فأرجو اعتمادها لمدارس (لم ينجح أحد)؛ فهم أكثر حاجة!

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب