02-09-2014

العنف في الملاعب العربية

كان خبر مقتل اللاعب الكاميروني «ألبير إيبوسي» بعد هزيمة فريقه شبيبة القبائل أمام فريق الاتحاد (الجزائريين) مؤسفاً وصادماً! حيث ألقى الجماهير على اللاعبين الحجارة والألعاب النارية في الممر الضيق بعد انتهاء المباراة مما أدى إلى إصابة إيبوسي ونقله للمستشفى ولكنه توفي بالحال إثر نزيف داخلي بالمخ!

وحالة الاحتقان الجماهيري التي تبعتها تلك التصرفات الحمقى تثير الدهشة والتساؤل، وتعيد للأذهان حوادث متشابهة سواء في الجزائر أو بلدان أخرى! والحق أن هذه الحادثة تسيء إلى الرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً وهي اللعبة التي يحبها معظم الناس لوضوح قوانينها وسهولة مراقبة مجريات أحداثها، فضلاً أنها معشوقة الجماهير في كل أصقاع الدنيا.

وفي حين تُتهم الصحافة الرياضية بالتسبب بتفاقم ظاهرة العنف في الملاعب من خلال الحروب النفسية وإطلاق الانتقادات اللاذعة؛ إلا أن الواقع يؤكد أن العنف في الملاعب هو امتداد طبيعي وممنهج للعنف المجتمعي من الشارع والبيت والمدرسة، بل وفي كل الميادين والمجالات، بما يعني تحوله لظاهرة خطيرة تحتاج رصداً ودراسة وتحليلاً للوصول إلى نتائج ومن ثم التشخيص والعلاج.

وتلك الظاهرة الخطيرة لم تتوقف عند المستوى المحلي؛ بل تجاوزتها حتى لما بين الدول، ولعلنا نذكر توتر العلاقات بين مصر والجزائر عام 2009م والذي كان بسبب مباراة في كرة القدم!

وبرغم تأهل المنتخب الجزائري في كأس العالم إلى الدور الثاني في مونديال عام 2014م وإبداعه ولعبه النظيف إلا أن أعمال وممارسات العنف فوق المدرجات المحلية وعلى أرضية الملاعب الجزائرية يعتبر الأشد مأساوية بين الحوادث التي طبعت مسيرة وتاريخ الرياضة الأكثر جماهيرية في العالم بالجزائر، حيث يتخلل بعض المباريات طعن بالخناجر ورجم بالحجارة سواء للاعبين أو المدربين!

وليس سراً ما أظهره تقرير حول ظاهرة العنف في الملاعب خلال السنوات الخمس الأخيرة من مديرية الأمن الوطني في الجزائر الذي أفاد بوفاة سبعة مشجعين وجرح 2717 آخرين من بينهم 1589 شرطياً، أما الخسائر المادية فكانت تحطيم 567 سيارة منها 270 تابعة للشرطة إضافة إلى تخريب العديد من المرافق العمومية.

وينبغي عودة الرياضة لمعناها النبيل المتضمن تفريغ الطاقة وإبهاج الناس من خلال اللعب النظيف، ومتابعتها بشغف دون تهور وطيش ورعونة وانفلات في الحماس، فضلاً عن إعلام رياضي رزين وتحليل عقلاني دون إثارة نعرات وفتن وحروب نفسية وانتقادات ساخرة.

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب