14-09-2014

فساد في خدمة التطرف..؟!

أصحاب الثروات الفاسدة شكلاً ومضموناً لا مكان لهم إلا في صورة لحضور قصير في لحظاتهم غير الخالدة أبداً.. خارج التوثيق والتاريخ إن لم يكونوا في صفحاته السوداء! هؤلاء الأثرياء المبالغ في ثروتهم، السارقون أو المحتالون من أجل تضخيم مستمر لأرقام ثرواتهم الاستعراضية، بعض هؤلاء الأثرياء السلبيين والجاحدين لأوطانهم وأي قيمة إنسانية مستحقة، سيبقون الآن وفي المستقبل على الهامش دون أي قيمة تُذكر. لا مكان في التاريخ والمسيرة البشرية «للطماعين» وأصحاب الشره، هؤلاء لا يملكون إلا بعضاً من سلطة المال ونشوة اللحظة، هم بلا أي إسهامات لهم، ولا مجال للآخر والهم العام في مخيلتهم الضيقة..! ثم ماذا، غثاء كغثاء السيل، حتى في التاريخ الأوربي طبقة الأستقرطين والأثرياء الذين يذكرهم التاريخ من انتصروا للعلم على الخرافة، وشجعوا العلماء والعلم والمبدعين الفقراء أو محدودي الدخل وإعانتهم علمياً وعملياً! فقط الفلاسفة والعلماء والمبادرون ممن قدموا إسهامات للبشرية هؤلاء هم الباقون في التاريخ، حتى في الحاضر في أمريكا وفي الغرب (الكافر) مليارديرو العالم من ول ستريت إلى سلكون فإلى، العالم يتذكر ويذكر فقط أسماء متبرعين عظام وهبوا ثرواتهم للأعمال الخيرية وتنمية البشرية داخل أمريكا وخارجها، ورن بفت، أو بيل عيتس، ستيف جوب وغيرهم من مئات الأسماء التي وهبت للعالم أثراً يبقيها بعد غياب، أثراً يتجاوز العطاء التقليدي أو تكرار الهبات بأسلوب فاشل. الناس تتذكر من طبق فعلياً (علمني الصيد ولا تعطيني سمكة)، من يسهم في رعاية صحتهم وعافيتهم.

والجامعات العالمية التي تبعث الدولة إليها - في أهم مشروع تنمويى بشري - شباب وفتيات الوطن مليئة بالكراسي العلمية والمكتبات ومراكز الأبحاث التي تحمل اسم علماء أثروا حياتنا بمعرفة وكشف إضافي ومهم للبشرية، أو رجل أعمال فعلي قدَّم مساهمات مادية فعالة لهذه المؤسسات العلمية الشامخة.

أصحاب التبرعات وممولو التطرف والخرافة تحت مسميات مختلفة من التبرع العشوائي -مثلاً- على حساب الإنسان والعلم والتنمية والتقدم للأمام، هم في الغالب يحمون أو يكفرون عن شهواتهم الآنية عبر فهم قاصر للصدقات -مثلاً- لا حضور ولا جود لهم من ذلك الوقت وحتى اليوم، وبالتأكيد لن يكون لهم حضور في المستقبل، في التاريخ والذكرى! محدودية فهم وتوقع المستقبل والخوف منه دفنتهم بلا رجعة، هو ما يحدث لكل الباحثين لدينا عن أرصدة ضخمة، احتيال أو فساد أو سرقة، دون مساهمات فعاله تحارب التطرف وتدعم التنمية، بل ودون مبالغة هم ضد التنمية وفي صف تغذية التطرف والإرهاب عبر قصص الفساد الحالكة جداً..!

@AlsaramiNasser

مقالات أخرى للكاتب