19-09-2014

(المواطن) والمسئولية المباشرة لإنجاح موسم الحج

جمعتني مناسبة رسمية منتصف هذا الأسبوع بعدد من رجال الأمن وقادة الميدان والمخططين لموسم الحج المرتقب.. والحديث الذي فرض نفسه أثناء جلسة الانتظار هو الاستعدادات والتنظيمات التي جدت هذا العام والجهد المبذول من قبل مقام وزارة الداخلية لراحة وسلامة وأمن واستقرار الحجاج وهم يتنقلون بين المشاعر ويؤدن مناسك هذا الركن العظيم وقد وفدوا إلى البيت العتيق من كل حدب وصوب يرجون رحمة الله ويطلبون مغفرته وينتظرون منا جميعاً بلا استثناء تقديم كل ما من شأنه تسهيل مهمتهم وتيسير أمورهم وتحقيق متطلباتهم بكل براعة وتفان وإتقان وبأخلاق عالية ونفس راضية وابتسامة عريضة وتحية واحترام.

كان المطلب الأساس والمهم من هؤلاء الرجال الذين نذروا أنفسهم لخدمة الدين والوطن وولاة الأمر هو تعاون المواطنين وامتثالهم لما صدر من تعليمات والالتزام بالقرارات السيادية من أجل موسم حج مثالي، إذ إن المواطنين بمختلف شرائحهم وبجميع فئاتهم هم شركاء النجاح، وصانعو التميز، ومسهلو مهمة العاملين في القطاعات المختلفة بعد الله، وإخلال عدد ولو قليلاً منهم وتهاونه وعدم استشعاره للمسئولية يؤثّر سلباً على الصورة التي ننشدها ونتمناها ونتطلع لها كل عام.

إن المواطن هو من يصنع الفرق، إذ إن من المواطنين من هو بائع أو سائق أو مؤجر أو مطوف وصاحب حملة وربما كان المواطن هو الحاج المخالف الذي يحاول الدخول لأداء هذا الركن العظيم من أركان الإسلام بلا تصريح، أو أنه مقابل مبلغ من المال يمتهن نقل حجاج لا يحملون تصاريح رسمية تمنحهم حق أداء النسك مع أن هذا مخالف لما أمر به ولي الأمر وطاعة ولي الأمر واجبة كما هو معلوم، والمصلحة العامة في شريعتنا مقدَّمة على المصلحة الخاصة.

المواطنة الصالحة هي تعاون على البر والتقوى، وسعي في تحقيق المصلحة الجماعية حتى ولو على حساب مصالحنا الشخصية حين تعارضهما.. المواطنة التي ننشدها هي محاولة جادة لتمثيل الوطن إيجابياً وإعطاء صورة عنه خيرة فكل منا رسول وسفير من سفراء بلاد الحرمين وعنوان من عناوين الوطن المبارك المملكة العربية السعودية، فالله الله أن تكون أنت من يشوّه اللوحة الجميلة لهذه الأرض الطيِّبة.

تحية شكر وتقدير لكل من شارك في خدمة الحاج من مدنيين وعسكريين، علماء ودعاة ورجال أمن وأطباء وممرضين وكشّافة وإعلاميين ومطوّفين وباحثين وموظفين و... والشكر كل الشكر لقيادة بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية التي تولي الحرمين الشريفين العناية والرعاية والاهتمام، والله أسأل أن ييسر للحجيج حجهم ويتقبل منا ومنهم صالح أعمالنا وأعمالهم وإلى لقاء والسلام.

مقالات أخرى للكاتب